٣ - (شُعْبَةُ) بن الحجّاج الإمام المشهور، تقدّم في الباب الماضي، وزياد بن علاقة، وعمّه قطبة بن مالك تقدّما في السند الماضي.
وقوله:(أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-) وفي نسخة: "مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-".
وقوله:(وَرُبَّمَا قَالَ: {ق}) فاعل "قال" ضمير زياد بن عِلاقة، كما بيّنته رواية أبي عوانة في "مسنده"، ولفظه من طريق أبي الوليد عن شعبة، عن زياد بن عِلاقة، قال: سمعت قطبة بن مالك، أنه صلّى مع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: فسمعته يقرأ في إحدى الركعتين في الصبح {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ}، قال شعبة: وسألته مرّة أخرى، فقال: سمعته يقرأ بـ {ق}. انتهى.
قال الجامع عفا اللَّه عنه: حاصل المعنى المراد: أن آية {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (١٠)}، وهي الآية العاشرة من سورة {ق} كانت من جملة ما كان النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقرؤه من سورة {ق}، فكان يصل الآية المذكورة بما قبلها وما بعدها، فالإخبار بـ {ق} صحيح، والإخبار بهذه الآية، أو غيرها من السورة صحيح أيضًا، فليس مراد الراوي بيانَ عدد الآيات المقروءة من السورة، وإنما مراده الإخبار بأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قرأ في صلاة الفجر بهذه السورة، فتنبّه، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللَّهُ- المذكور أولَ الكتاب قال: