للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(وَجَعَلَ) أي شَرَع أبو بكر - رضي الله عنه - (يَطْعُنُ بِيَدِهِ) بضم العين، وكذا في جميع ما هو حِسّيّ، وأما المعنويّ، فيقال: يَطْعَن، بالفتح، هذا هو المشهور فيهما، وحَكَى فيهما الفتح معًا في "المطالع" وغيرها، والضمُّ فيهما حكاه صاحب "الجامع"، قاله في "الفتح".

(فِي خَاصِرَتِي) هما من الإنسان: ما بين رأس الْوَرِك، وأسفل الأضلاع (١)، ويقال للخاصر: الخصر أيضًا (٢)، قال الفيّوميّ رحمه اللهُ: "الْخَصْرُ" من الإنسان: وسَطُهُ، وهو الْمُسْتَدَقُّ فوق الْوَرِكَين، والجمع خُصُور، مثلُ فَلْس وفُلُوس. انتهى (٣).

(فَلَا) نافية، ولذا رُفِع الفعل بعدها (يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى فَخِذِي) أي لم يمنعني من التحرّك مع شدّة ألم الطعن إلا كون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نائمًا على فخذي.

فـ "مكانُ" مصدر ميميّ لـ "كان"، مرفوع على الفاعليّة لـ "يمنعني"، والاستثناء مفرَّغ.

(فَنَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى أَصْبَحَ) أي دخل في الصباح، فـ "أصبح" هنا ليست من الأفعال الناقصة التي هي من أخوات "كان" تحتاج إلى خبر؛ لأنها إذا كانت بمعنى الدخول في الوقت تكون تامّةً تكتفي بمرفوعها، وقولها: (عَلَى غَيْرِ مَاءٍ) متعلّق بـ "نام"، و"أصبح" على سبيل التنازع، أفاده الكرمانيّ (٤).

وعند البخاريّ في "التيمّم": "فقام حين أصبح"، قال الحافظ رحمه اللهُ: والمعنى فيهما متقارب؛ لأن كلًّا منهما يدُلّ على أن قيامه من نومه كان عند الصبح، وقال بعضهم: ليس المراد بقوله: "حتى أصبح" بيانَ غاية النوم إلى الصباح، بل بيان غاية فقد الماء إلى الصباح؛ لأنه قَيَّدَ قوله: "حتى أصبح" بقوله: "على غير ماء" أي آل أمره إلى أن أصبح على غير ماء، وأما رواية


(١) راجع: "المعجم الوسيط" ١/ ٢٣٧.
(٢) راجع: "تاج العروس" ٣/ ١٧٧ فإنه ذكر أن الْخَصْرَ والخاصرة مترادفان.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ١٧٠.
(٤) "شرح الكرماني على صحيح البخاريّ" ٣/ ٢١١.