للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

"أتبع" الرباعيّ أن يكون متعدّيًا لاثنين، كقولك: أتبعت زيدًا عمرًا؛ أي جعلته تابعًا له.

[تنبيه]: إنما اتّبعه المغيرة - رضي الله عنه -؛ لأمره - صلى الله عليه وسلم - له بذلك، ففي الرواية التالية: "كنت مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فقال: يا مغيرةُ خُذ الإداوة، فأخذتها، ثم خرجت معه … " الحديث، وفي رواية النسائيّ، قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فقَرَع ظهري بعصًى كانت معه، فعَدَلَ، وعدَلتُ معه … " الحديث، وفي لفظ: "تخلّف يا مغيرة، وامضُوا أيها الناس … " الحديث، وفي "السنن الكبرى" للنسائيّ: قال: "كنت مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فلما كان في سحَر، ضرب عُنُق راحلتي … " الحديث.

وفي قوله: "فاتّبعه المغيرة" التفاتٌ على رأي بعضهم؛ إذ الظاهر أن يقول: فاتّبعته، ويحتمل أن يكون عروة أدّى كلام أبيه بعبارة نفسه (١)، والأول أوضح، والله تعالى أعلم.

(بِإدَاوَةٍ) بكسر الهمزة: إناء صغير، يُحْمَل فيه الماء، جمعه أَدَاوَى، بالفتح، كفَتَاوَى (فِيهَا مَاءٌ) وعند أحمد (٢) أن ذلك الماء أخذه المغيرة من


(١) راجع "الفتح" ١/ ٣٤٣.
(٢) قال الإمام أحمد رحمه اللهُ في "مسنده" (١٧٥١٥): حدثنا أبو المغيرة، حدثنا مُعان بن رفاعة، حدثني علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة الباهليّ، عن المغيرة بن شعبة، قال: دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بماء، فأتيت خِبَاء، فإذا فيه امرأة أعرابية، قال: فقلت: إن هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يريد ماء يتوضأ، فهل عندك من ماء؟ قالت: بأبي وأمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوالله ما تُظِلّ السماء، ولا تُقِلّ الأرض رُوحًا أحبّ إلي من روحه، ولا أعزّ، ولكن هذه القربة مَسْكُ ميتة، ولا أحبّ أُنَجِّس به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته، فقال: "ارجع إليها، فإن كانت دبغته فهي طهورها"، قال: فرجعت إليها، فذكرت ذلك لها، فقالت: إي والله، لقد دبغتها، فأتيته بماء منها، وعليه يومئذ جبة شامية، وعليه خُفّان وخمار، قال: فأدخل يديه من تحت الجبة، قال: من ضيق كميها، قال: فتوضأ، فمسح على الخمار والخفين. انتهى.
وفي سنده عليّ بن يزيد الألهانيّ ضعيفٌ.