للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حامل لوائها ومُشيد بنائها وحاشد خيل الأدلة منها ورَجلها ودقّها وجلّها وكثيرها وقليلها (١)، وأقر كلامه تلميذه ابن القيم وقال في آخرها: (إنها مسألة أكبر من الدنيا وما فيها بأضعاف مضاعفة). هذا كلامه في آخر المسألة في "حادي الأرواح"، وإن كان في "الهدي النبوي" أشار إشارة محتملة لخلاف ذلك حيث قال:

(ولما كان المشرك خبيث العنصر، خبيث الذات، لم تطهّر النار خبثه، بل لو أخرج منها عاد خبيثًا، وكما كان كالكلب إذا دخل البحر، ثم خرج منه، وقد حرَّم الله عليه الجنة). انتهى كلامه (٢).

قلت: وحيث كانت بهذه المثابة التي ذكرها من أنها أكبر من الدنيا، فلا غنى لنا عن نقل أدلتها التي ارتضاها ابن تيمية، وتعقُّب كل دليل بما يفتح الله به من إقراره، أو بيان اختلاله، فنقول:

قال ابن القيم بعد نقله لأقوال الناس والمعروفة في كتب المقالات:

(السابع: قول من يقول: بل يفنيها -أي: النار- خالقها تبارك وتعالى، فإنه جعل لها أمدًا تنتهي إليه، ثم تفنى، ويزول عذابها).

يريد: ويُدخل الله من كان فيها من الكفار الجنة، -كما ستعرفه من الأدلة التي ذكرنا- ثم قال:

قال شيخ الإسلام -يريد به شيخه أبا العباس ابن تيمية-: وقد نُقل هذا القول عن عمر، وابن مسعود، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وغيرهم.

ثم ساق بسنده إلى الحسن البصري أنه قال: قال عمر: "لو لبث أهل النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك يوم يخرجون فيه"، وفي رواية: "عدد رمل عالج" (٣).


(١) قال الشيخ الألبانيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: ابن القيّم بهذا الوصف أَولى من شيخه ابن تيميّة.
(٢) يعني: ابن القيم في "الهدي النبوي" وهو المشهور بـ"زاد المعاد في هدي خير العباد"، ذكر ذلك في آخر مقدمته الرائعة. وفي كلامه إشارة إلى قوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: ٧٢].
(٣) قال الشيخ الألباني: إسناده ضعيف؛ لانقطاعه كما سيبيّنه المؤلف -رَحِمَهُ اللهُ- قريبًا.