للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لنفسه، أو مع من يُصلح عليه، وليستعين به. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: القول بالكراهة هو الصواب؛ لأن ذلك ليس من هدي السلف، بل هو مما أحدثه الناس في الأزمان المتأخّرة، والله تعالى المستعان.

١٠ - (ومنها): أن العبرة بالأعمال الصالحات، لا بالنسب الشريف، ولذا ترى أكثر العلماء من السلف والخلف لا أنساب لهم يتفاخرون بها، بل كثير منهم من الموالي، ومع ذلك هم سادات الأمة، وينابيع الحكمة، وذو النسب الشريف الذي لم يتّبع الهدى صار نِسْيًا منسيًّا، ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين"، رواه مسلم، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أنزل الله عز وجل: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤)} [الشعراء: ٢١٤]، قال: "يا معشر قريش اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا صفية عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا فاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم - سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئًا"، متّفقٌ عليه.

ولبعضهم شعرً [أمن البسيط]:

مَا بَالُ نَفْسِكَ أَنْ تَرْضَى تُدَنِّسُهَا … وَثَوْبُ جِسْمِكَ مَغْسُولٌ مِنَ الدَّنِس

تَرْجُو النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا … إِنَّ السَّفِينَةَ لَا تَجْرِي عَلَى الْيَبَسِ (٢)

وقال آخر [من الطويل]:

عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي كُلِّ حَالَةٍ … وَلَا تَتْرُكِ التَّقْوَى اتِّكَالًا عَلَى النَّسَبْ

فَقَدْ رَفَعَ الإِسْلَامُ سَلْمَانَ فَارِسٍ … وَقَدْ وَضَعَ الْكُفْرُ الشَّرِيفَ أَبَا لَهَبْ

ولآخر [من الكامل]:

إِنَّا وَإِنْ كَرُمَتْ أَوَائِلُنَا … لَسْنَا عَلَى الأَحْسَابِ نَتَّكِلُ

نَبْنِي كَمَا كَانَتْ أَوَائِلُنَا … تَبْنِي وَنَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلُوا

ولآخر:


(١) "المفهم" ٦/ ٦٨٧.
(٢) "مرقاة المفاتيح" ١/ ٤١٤ - ٤١٦.