(٨/ ١١٩)، و (القُضاعيّ) في "مسند الشهاب"(٤٥٨)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"(١٢٧). والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): أن هذا الحديث حديث عظيم، جامع لأنواع من العلوم والقواعد، والآداب.
٢ - (ومنها): بيان فضل التنفيس عن المسلم، والحثّ عليه.
٣ - (ومنها): بيان فضل الستر على المسلم، وعدم كشف معايبه، وهذا مخصوص بمن كان مستقيمًا، وأما الفاسق المنتهك لحرمات الله عز وجل فلا يُستر عليه، بل يجب ردعه عن جرائمه بحسب ما يقتضيه الحال.
٤ - (ومنها): بيان فضل العلماء، والحثّ على العلم.
٤ - (ومنها): بيان فضل إنظار المعسر، والتخفيف عنه.
٥ - (ومنها): بيان فضل قيام العبد بعون أخيه المسلم، وقضاء حوائجه، ونَفْعه بما تيسّر، من علم، أو مال، أو معاونة، أو إشارة بمصلحة، أو نصيحة، أو غير ذلك.
٦ - (ومنها): فضل المشي في طلب العلم، والمراد به: العلم الشرعيّ، علم الكتاب والسُّنَّة، لا العلم المتعلّق بامور الدنيا، فإن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لم يُبعث له، فقد أخرج مسلم عن أنس - رضي الله عنه -؛ أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مَرّ بقوم يُلَقِّحون، فقال:"لو لم تفعلوا لصلح"، قال: فخرج شِيصًا، فمرّ بهم، فقال:"ما لنخلكم؟ " قالوا: قلت كذا وكذا، قال:"أنتم أعلم بأمر دنياكم".
ومما يتعيّن على طالب العلم أن يقصد به وجه تعالى، وهو وإن كان شرطًا في كل عبادة، لكن عادة العلماء يقيّدون هذه المسألة به؛ لكونه قد يَتساهل فيه بعض الناس، ويغفُل عنه بعض المبتدئين ونحوهم، قاله النوويّ رَحِمَهُ اللهُ (١).
٧ - (ومنها): بيان استحباب الرحلة في طلب العلم، وقد ذهب موسى عليه السلام في طلب الخضر عليه السلام لذلك، فقال له: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ