للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ضمائرهنّ عقدًا، (أَنْ لَا يَكْتُمْنَ) في رواية ابن أبي أويس، وعقبة: "أن يتصادقن بينهنّ، ولا يكتمن"، وفي رواية سعيد بن سلمة، عند الطبرانيّ: "أن ينعتن أزواجهنّ، ويصدقن"، وفي رواية الزبير: "فتبايعن على ذلك". (مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا، قَالَتِ الأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٌّ) -بفتح الغين المعجمة، وتشديد المثلثة- ويجوز جرّه صفة للجمل، ورَفْعه صفة لِلَحم، قال ابن الجوزيّ: المشهور في الرواية الخفض، وقال ابن ناصر: الجيد الرفع، ونقله عن التبريزيّ وغيره، والغَثّ: الْهَزِيل الذي يستغث من هزاله؛ أي: يُستترك، ويُستكره، مأخوذ من قولهم: غَثَّ الجرحُ غَثًّا، وغثيثًا: إذا سال منه القيح، واستغثه صاحبه، ومنه أغث الحديث، ومنه غثّ فلان في خُلُقه، وكثر استعماله في مقابلة السمين، فيقال للحديث المختلط: فيه الغث والسمين. (عَلَى رَأسِ جَبَلٍ وَعْرٍ) في رواية الزبير بن بكّار: "وَعْث" بالثاء المثلَّثة بدل الراء، وهي أوفق للسجع، والأول ظاهر؛ أي: كثير الضجر، شديد الغلظة، يصعب الرُّقِيّ إليه، والوعث بالمثلثة: الصعب المرتقَي، بحيث توحل فيه الأقدام، فلا يتخلص منه، ويشق فيه المشي، ومنه: "وعثاء السفر". (لَا سَهْلٌ) قال في "الفتح": بالفتح، بلا تنوين، وكذا: "ولا سمينَ"، ويجوز فيهما الرفع على أنهما خبرا مبتدأ محذوف؛ أي: لا هو سهل، ولا سمين، ويجوز الجرّ على أنهما صفة "جمل"، و"جبل"، ووقع في رواية عقبة بن خالد، عن هشام، عند النسائيّ بالنصب منونًا فيهما: "لا سهلًا ولا سمينًا"، وفي رواية عمر بن عبد الله بن عروة عنده: "لا بالسمين، ولا بالسهل"، قال عياض: أحسن الأوجه عندي الرفع في الكلمتين من جهة سياق الكلام، وتصحيح المعنى، لا من جهة تقويم اللفظ، وذلك أنَّها أودعت كلامها تشبيه شيئين بشيئين، شَبَّهَت زوجها باللحم الغثّ، وشبّهت سُوء خلقه بالجبل الوعر، ثم فسَّرت ما أجملت، فكأنها قالت: لا الجبل سهلٌ، فلا يشق ارتقاؤه لِأَخْذ اللحم، ولو كان هزيلًا، لأن الشيء المزهود فيه أن يؤخذ إذا وُجد بغير نصب، ثم قالت: ولا اللحم سمينٌ، فيتحمل المشقة في صعود الجبل؛ لأجل تحصيله، (فَيُرْتَقَى) بالبناء للمفعول، وهو منصوب بـ "أن" مضمرة بعد الفاء السببيّة، ومثله: "فيُنتقل"، كما قال في "الخلاصة":