للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال أبو هريرة: يعجبني القيد، وأكره الغُلّ، القيد ثبات في الدين". انتهى (١). وقال البخاريّ رحمه الله في "صحيحه": "باب القيد في المنام":

(٦٦١٤) - حَدَّثَنَا عبد الله بن صَبّاح، حَدَّثَنَا معتمر، سمعت عوفًا، حَدَّثَنَا محمد بن سيرين، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: "إذا اقترب الزمان لَمْ تَكَدْ رؤيا المؤمن تكذب، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة"، وما كان من النبوة فإنه لا يكذب، قال محمد: وأنا أقول هذه. قال: وكان يقال: الرؤيا ثلاث: حديث النفس، وتخويف الشيطان، وبشرى من الله، فمن رأى شيئًا يكرهه، فلا يقصُّه على أحد، وليقم، فليصلّ، قال: وكان يُكْرَه الغُلّ في النوم، وكان يُعجبهم القيد، ويقال: القيد ثبات في الدين.

ورَوَى قتادة، ويونس، وهشام، وأبو هلال، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-، وأدرجه بعضهم كلَّه في الحديث، وحديث عوف أبْيَن.

وقال يونس: لا أحسبه إلَّا عن النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- في القيد.

قال أبو عبد الله: لا تكون الأغلال إلَّا في الأعناق. انتهى.

ولنذكر شرحه من "الفتح"؛ لأنَّ فيه تحقيقات كثيرة يتبيّن بها ما وقع في الحديث من الإدراج على وجه التفصيل، قال:

قوله: "باب القيد في المنام"؛ أي: من رأى في المنام أنه مقيَّد ما يكون تعبيره؟ وظاهر إطلاق الخبر أنه يعبَّر بالثبات في الدين في جميع وجوهه، لكن أهل التعبير خَصوا ذلك بما إذا لَمْ يكن هناك قرينة أخري، كما لو كان مسافرًا، أو مريضًا، فإنه يدلّ على أنَّ سفره، أو مرضه يطول، وكذا لو رأى في القيد صفة زائدةً، كمن رأى في رجله قيدًا من فضة، فإنه يدلّ على أنَّه يتزوج، وإن كان من ذهب، فإنه لأمر يكون بسبب مال يتطلبه، كان كان من صُفْر، فإنه لأمر مكروه، أو مال فات، وإن كان من رصاص، فإنه لأمر فيه وَهْن، وإن كان من حَبْل، فلأمر في الدين، وإن كان من خشب، فلأمر فيه نفاق، كان كان من حطب، فلتهمة، وإن كان من خرقة، أو خيط فلأمر لا يدوم.

قال الجامح عفا الله عنه: لا يخفى مخالفة ما قاله أهل التعبير من


(١) "الفصل للوصل المدرج" ١/ ١٦٧ - ١٧١.