للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لا أرث أبي؟ قال أبو بكر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا نورث"، ولكني أعول من كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوله" (١).

(وَعَاشَتْ) فاطمة - رضي الله عنها - (بَعْدَ) وفاة (رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سِتَّةَ أَشْهُرٍ)، والصحيح أنها توفّيت لثلاث مضين من شهر رمضان، سنة إحدى عشرة من الهجرة، قاله النوويّ (٢).

وقال في "الفتح": قوله: "ستة أشهر" هذا هو الصحيح في بقائها بعده - صلى الله عليه وسلم -، ورَوَى ابن سعد من وجهين: أنها عاشت بعده ثلاثة أشهر، ونُقِل عن الواقديّ، وأن ستة أشهر هو الثَّبْتُ، وقيل: عاشت بعده سبعين يومًا، وقيل: ثمانية أشهر، وقيل: شهرين، جاء ذلك عن عائشة - رضي الله عنها - أيضًا.

قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: وأشار البيهقيّ إلى أن في قوله: "وعاشت … إلخ" إدراجًا، وذلك أنه وقع عند مسلم من طريق أخرى، عن الزهريّ، فذكر الحديث، وقال في آخره: قلت للزهري: كم عاشت فاطمة بعده؟ قال: ستة أشهر، وعزا هذه الرواية لمسلم، ولم يقع عند مسلم هكذا، بل فيه كما عند البخاريّ موصولًا، والله أعلم. انتهى (٣).

(فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيُّ بْنُ أبِي طَالِبٍ) - رضي الله عنها - (لَيْلًا) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: فيه جواز الدفن ليلًا، وهو مُجْمَع عليه، لكن النهار أفضل إذا لم يكن عذر. انتهى (٤).

وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: ودفْنُ عليّ لفاطمة - رضي الله عنها - ليلًا يَحْتَمِل أن يكون ذلك مبالغةً في صيانتها، وكونُهُ لم يُؤذِن أبا بكر بها؛ لعله إنما لم يفعل ذلك؛ لأن غيرَه قد كفاه ذلك، أو خاف أن يكون ذلك من باب النعي المنهيّ عنه، وليس في الخبر ما يدلّ على أن أبا بكر لم يعلم بموتها، ولا صلَّى عليها، ولا شاهد جنازتها، بل اللائق بهم، المناسب لأحوالهم حضور جنازتها، واغتنام بركتها، ولا تسمع أكاذيب الرَّافضة المُبْطِلين، الضالين، المُضلِّين. انتهى (٥).


(١) "الفتح" ٧/ ٣٥١ - ٣٥٢.
(٢) "شرح النوويّ" ١٢/ ٧٧.
(٣) "الفتح" ٩/ ٣٤٢، كتاب "المغازي" رقم (٤٢٤٠).
(٤) "شرح النوويّ" ١٢/ ٧٧.
(٥) "المفهم" ٣/ ٥٦٩.