للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هذه الوسيلة حتى عصر قريب. وعلاوة على ذلك فجميع المعلومات التي وصلتنا والخاصة بعلاج الأمراض العصبية تتفق ومجهودات الطبيب المعالج الذي كان يضع نفسه موضع المريض يحاول شفاءه بوسائل نفسية.

والعلاج النفسي يلعب عند العرب دورًا هاما لا في الأمراض العصبية فقط بل حتى في حالة الأمراض الجسدية. وقد وضعوا كتبًا كثيرة تهتم باستخدام الوسائل النفسية للعلاج، فهناك كتاب أثر الموسيقى في الإنسان والحيوان لابن الهيثم العالم الشهير في الطبيعيات، وقد بدأ حياته العملية كطبيب، وكان ينادي بوجوب الاستعانة بالوسائل النفسية إلى جانب العقاقير الأخرى؛ فالعلاج النفسي متمم ولا شك للأدوية الأخرى، وذلك لأن العلاج النفساني يرفع القوى المضادة للمرض ويناصرها للتغلب عليه، وقد طالب ابن سينا بذلك وألح في وجوب الاهتمام بالعلاج النفساني على أنه خير وسيلة لتغيير البيئة الكئيبة المحيطة بالمريض، وفي هذا التغيير خير ضمان للقضاء على المرض والإسراع بشفاء المريض. وكان ابن سينا يلح في وجوب استخدام الموسيقى وإحاطة المريض بأصدقائه وأحبابه.

* ... * ... *

ومن النادر أن نجد أوربا تعرف ما تعرف من أعمال العرب الإنشائية الخالقة وتعترف بأصالتها العربية، وأنها قد أخذتها عن العرب اعترافها بالأعداد العربية والجبر العربي والأسطرلاب العربي. إننا نقرأ مثل هذه الاعترافات في الوقت الذي ينسب فيه كثير من الاختراعات العربية ظلمًا وخطأ إلى الإنجليز والفرنسيين.

لكن التاريخ يثبت ويؤكد أن العرب بمؤلفاتهم العظيمة هم أساتذة أوربا، وهذه الكتب قد استخدمت قديمًا لتخريج أطباء بغداد وقرطبة، وهذه الكتب أيضًا هي التي تخرج عليها عدد كبير من الأجيال سواء في العالم الإسلامي أو المسيحي الأوربي وبخاصة في الطب، فمؤلفو هذه الكتب العربية لم يكن يخطر ببالهم أن كتبهم ستجد هذا الإقبال وذلك الرواج.

وفي أواخر القرن العاشر الميلادي نجد العلامة «جربرت فون أوريلاك»

<<  <   >  >>