(فيومئذ) أي: فيومَ إذْ أُمرت الأرضُ بإخراج خيراتِها فأخرجَتْها؛ وهو أيامُ نزول عيسى عليه السلام (تأكل العصابة) أي: الجماعة من الناس؛ أي: فيوم إذ نزَلَ عيسى عليه السلام في الأرض تأكلُ الجماعةُ من الناس (من الرمانةِ) أي: من الحبة الواحدة من الرمان (فتشبعهم)؛ أي: يَشْبَعُون منها لِكِبرها؛ وذلك من بركة الأرض (ويَستظلُّون) أي: تستظل العصابةُ من حر الشمس (بقِحْفِها) أي: بقَحْفِ تلك الرمانةِ وقِشْرِها الذي أكلوا منه.
والقِحْفُ - بكسر القاف وسكون الحاء المهملة في الأصل -: عظم مستدير فوق دماغ الإنسان، واستعير لما يلي رأس الرمانة من القشر، وقيل: ما انفلق من جمجمة الدماغ وانفصل؛ والجمجمة: هي العظم المحتوي على الدماغ؛ والمراد: أن الرمانة تكون كبيرة، بحيث تستظل بقشرها العصابة.
(ويبارك الله) عز وجل (في الرِّسْلِ) أي: في اللبن - وهو بكسر الراء وسكون السين - أي: ينزل الله فيه البركة؛ وهي كثرة الخير معنىً لا حسًّا.
(حتى إِن اللِّقْحة من الإبل) واللقْحةُ - بكسر اللام وفتحها مع سكون القاف فيهما لغتان مشهورتان، والكسر أشهر -: هي الناقةُ القريبةُ العهد بالولادة، وجمعها لُقَح؛ كبركة وبُرك؛ واللقوح: ذات اللبن، وجمعها لقاح؛ أي: حتى إن لبن اللقحة من الإبل لـ (تكفي الفئام) أي: الجماعة (من الناس) وهمزة (إن) في قوله: (حتى إن اللقحة) مكسورة؛ بدليل ذكر اللام الفارقة بعدها في غير هذه الرواية، و (حتى) ابتدائية، وفتحها في تشكيل أغلب النسخ غلط ممن لا يعرف العربية؛ والفئام - بكسر الفاء، على وزن رجال -: الجماعة، ولا واحد له من لفظه؛ والمراد: أن لبن الناقة الواحدة