للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ وَجَدَ رِيحًا طَيِّبَةً فَقَالَ: "يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذِهِ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ؟ "، قَالَ: هَذِهِ رِيحُ قَبْرِ الْمَاشِطَةِ وَابْنَيْهَا وَزَوْجِهَا، قَالَ: وَكَانَ بَدْءُ ذَلِكَ أَنَّ الْخَضِرَ كَانَ مِنْ أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانَ مَمَرُّهُ بِرَاهِبٍ فِي صَوْمَعَةٍ، فَيَطْلُعُ عَلَيْهِ الرَّاهِبُ فَعَلَّمَهُ الْإِسْلَامَ؛ فَلَمَّا بَلَغَ الْخَضِرُ .. زَوَّجَهُ أَبُوهُ امْرَأَةً، فَعَلَّمَهَا الْخَضِرُ وَأَخَذَ عَلَيْهَا أَلَّا تُعْلِمَهُ

===

(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ليلة أسري به) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى (وجد ريحًا طيبة) الرائحة (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا جبريل؛ ما هذه الريح الطيبة؟ قال) جبريل: (هذه ريح قبر الماشطة وابنيها وزوجها).

و(قال) جبريل: (وكان بدء ذلك) أي: ابتداء ذلك الطيب وسببه (أن الخضر) - بفتح الخاء وكسر الضاد وسكونها - لقب لصاحب موسى بن عمران، واسمه: (بليا) - بفتح الباء وسكون اللام - ابن ملكان، والأكثر: على أنه كان نبيًّا، ولهم على ذلك أدلة كثيرة، قد بسطنا الكلام عليها في "الحدائق".

(كان من أشراف بني إسرائيل، وكان ممره) أي: مروره بعد خروجه من بيت أبيه (براهب) أي: على صومعة راهب؛ وهو العابد المتجرد عن الدنيا، الخالي من الناس لعبادة ربه، أي: كائن (في صومعة) صفة راهب.

وهذا الحديث يدل على وجود الرهابين قبل زمان عيسى (فيطلع) أي: فيخرج (عليه الراهب) أي: على الخضر من صومعته (فعلمه) أي: فعلم الراهب الخضر من التعليم (الإسلام) أي: أحكام الإسلام (فلما بلغ الخضر) سن الزواج .. (زوجه) من التزويج؛ أي: زوج الخضر (أبوه امرأة، فعلمها الخضر) أي: فعلم الخضر تلك المرأة - وهي زوجته - الإسلام (وأخذ عليها) أي: وأخذ الخضر على زوجته العهد (ألا تعلمه) من الإعلام؛ أي: ألا تعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>