تثبت وتوقر وراسل الملك في كشف أمره الذي سجن بسببه؛ لتظهر براءته عند الملك وغيره، ويلقاه مع اعتقاده براءته مما نسب إليه ولا خجل من يوسف ولا غيره، فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضيلة يوسف في هذا، وقوة نفسه في الخير، وكمال صبره، وحسن نظره.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه ما قاله؛ تواضعًا وإيثارًا للإبلاغ في بيان كمال فضيلة يوسف عليه السلام، والله أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب التفسير، باب {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي ... } الآية (١)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الأدلة.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث سعد بن أبي وقاص.
ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث سعد بن أبي وقاص بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٦١) - ٣٩٧١ - (٥)(حدثنا نصر بن علي) بن نصر بن علي بن صهبان (الجهضمي) البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين، أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(ومحمد بن المثنى) العنزي، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (٢٥٢ هـ). يروي عنه:(ع).