في هذه الآيات: احتجاجُ الله تعالى على منكري المعاد والبعث للحساب، ودعوتُهم للنظر في بدء الخلق والاستعداد للرحيل والنشأة بعد ذلك من القبور للجزاء وقيل الثواب أو العقاب.
فعن قتادة:({أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} قال: بالبعث بعد الموت). والآية إخبار من الله تعالى عن إرشاد الخليل إبراهيم - عليه السلام - قومه إلى إثبات المعاد بما يرونه من آيات المقدرة له تعالى. قال ابن جرير:(يقول تعالى ذكره: أو لم يروا كيف يستأنف الله خلق الأشياء طفلًا صغيرًا، ثم غلامًا يافعًا، ثم رجلًا مجتمعًا، ثم كهلًا. وقوله:{ثُمَّ يُعِيدُهُ} يقول: ثم هو يعيده من بعد فنائه وبلاه، كما بدأه أوّل مرة خلقًا جديدًا، لا يتعذر عليه ذلك {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير} إن سهل كما كان يسيرًا عليه إبداؤه).
قال النسفي:({يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} بالخذلان {وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ} بالهداية، أو بالحرص والقناعة، أو بسوء الخلق وحسنه، أو بالإعراض عن الله وبالإقبال عليه، أو بمتابعة البدع وبِملازمة السنة {وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} تردون وترجعون).
وفي سنن أبي داود وابن ماجه من حديث زيد بن ثابت مرفوعًا: [إن الله لو عذب