في هذه الآيات: يتابع الله سبحانه في ذكر براهين الحق وحجج الدلالة والحكمة ليواجه نبيه - صلى الله عليه وسلم - خصومه المنكرين الجاحدين المشركين - واذكر يا محمد خليلي إبراهيم إذ قال لأبيه آزر معيبًا عليه اتخاذ الأوثان آلهة من دون الله، ومنكرًا عليه وعلى قومه باطل ما هم مقيمون عليه من الضلال في العبادة: كيف تعبد - يا أبت - هذه الأصنام وتتخذها ربًّا دون الله الذي خلقك وسَوّاك ورزقك. وكذلك - يا محمد - نُبَصِّرُ - إبراهيم في دينه، ونريه الحق في ملكوت السماوات والأرض ليكون أحسن العابدين المؤمنين. فلما واراه الليل وغيّبه أبصر كوكبًا حين طلع فقال هذا ربي، فلما زال وقد علم أن ربه دائم لا يزول قال لا أحب الآفلين. فلما رأى القمر قد طلع وسطع قال هذا ربي فلما ذهب قال لئن لم يمنّ الله عليّ بهدايته لأكونّن من الذين أخطؤوا طريق الحق والهدى، وعبدوا غير الله. فلما رأى الشمس طالعة قال هذا الطالع ربي، هذا أكبر من الكوكب والقمر، فلما غابت قال إبراهيم لقومه إني بريءٌ من عبادة الأوثان والأصنام وهذه المخلوقات الزائلة، بل وجهت وجهي في عبادتي للذي خلق السماوات والأرض وهو الحي لا يموت ولا يزول ولا يفنى، مخلصًا له الدين وما أنا من المشركين.