فعن مجاهد:({بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ}، قال: حجة). وقال قتادة:(بينة من ربكم).
وقوله:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا}. قال ابن جريج:(القرآن).
وقوله:{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ}. قال ابن جريج:(بالقرآن).
وقوله:{فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ}. قال ابن جرير:(فسوف تنالهم رحمته التي تنجيهم من عقابه، وتوجب لهم ثوابه ورحمته وجنته، ويلحقهم من فضله ما لَحِقَ أهل الإيمان به والتصديق برسله).
وقوله:{وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}. أي ة في الدنيا والآخرة. أي: طريقًا واضحًا لا اعوجاج فيه ولا انحراف. قال ابن كثير:(وهذه صفة المؤمنين في الدنيا والآخرة، فهم في الدنيا على منهاج الاستقامة وطريق السلامة في جميع الاعتقادات والعمليات، وفي الآخرة على صراط الله المستقيم المفضي إلى روضات الجنات).
هذه الآية: هي آية الميراث، أو آية الفرائض، وفيها تفصيل لأحكام كثيرة.
أخرج الإمام مسلم والترمذي وابن ماجة عن محمد بن المنكدر، أنه سمع جابر بن عبد الله قال: [مرضت فأتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يعوداني ماشيين فَأُغمي عليَّ، فتوضأ ثم صَبَّ عليَّ من وضوئه فأفقت، قلت: يا رسول الله كيف أقضي في مالي؟ فلم يرد علي شيئًا حتى نزلت آية الميراث:{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالةِ}] (١).
وفي لفظ عند الإمام أحمد والبخاري - قال محمد بن المنكدر: سمعت جابر بن عبد الله قال: [دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ ثم صبَّ عَلَيَّ - أو
(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (١٦١٦) ح (٥). وأخرجه الترمذي (٢٠٩٧)، وابن ماجة (٢٧٢٨)، وأحمد (٣/ ٣٠٧)، وأخرجه أبو داود (٢٨٨٦).