للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢١٧ - .... كنْتُ مِنْهُ وَوَالِدِيْ ... بَرِيًّا ................. (١)

وفتح الحاء وكسرها في الحصاد لغتان، وقد قرئ بهما (٢).

{وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (١٤٢)}:

قوله عز وجل: {وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا} عطف على {جَنَّاتٍ}، أي: وأنشأ من الأنعام حمولة، وهي ما تَحملُ الأثقالَ من الإِبل. و {وَفَرْشًا} وهي الصغارُ منها، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وغيره (٣).

وقيل: الحَمولة: كل ما حَمَل من الإِبل والبقر والخيل والبغال والحمير. والفرش: الغنم (٤). والحمولة كالرَّكُوبة لا واحد لها من لفظها، وأما الحُمولة بضم الحاء: فهي الأحمال.

{ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٤٣)}:

قوله عز وجل: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} انتصب على أحد خمسة أوجه: إما


(١) شاهد شعري، وهو بتمامه هكذا:
رماني بأمر كنت منه ووالدي ... بَرِيًّا ومن جُول الطَّويّ رماني
ويروى: (بريئًا ومن أجل .. ). وينسب لابن أحمر كما في سيبويه. وقيل: للأزرق ابن طرفة كما في اللسان. وقيل: للفرزدق كما في شواهد الكشاف. وانظر الشاهد في الكتاب ١/ ٧٥. ومقاييس اللغة، والمجمل، والصحاح، واللسان كلها في (جول). وانظره أيضًا في شرح الحماسة للمرزوقي ٢/ ٩٣٦، والكشاف ٢/ ٣١.
(٢) كلاهما من المتواتر، فقد قرأ البصريان، وابن عامر، وعاصم: (حَصاده) بالفتح، وهي لغة أهل نجد وتميم. وقرأ الباقون (حِصاده) بالكسر، وهي لغة أهل الحجاز. انظر السبعة / ٢٧١/، والحجة ٣/ ٤١٦، والمبسوط / ٢٠٤/، والتذكرة ٢/ ٣٣٦.
(٣) أخرجه الطبري ٨/ ٦٢ - ٦٣ عن ابن عباس وابن مسعود - رضي الله عنهم -، وقال الزجاج ٢/ ٢٩٨: أجمع أهل اللغة على أن الفرش صغارها.
(٤) وهذا قول ابن عباس - رضي الله عنهما -، والحسن، وقتادة، والضحاك وغيرهم. انظر جامع البيان في الموضع السابق، ومعاني النحاس ٢/ ٥٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>