غير ذلك، فاستعيرت لما يُتَوَسَّلُ به إلى الله تعالى من فعل البر، ولك أن تجعله حالًا من الوسيلة، فيكون متعلقًا بمحذوف، أي: وابتغوا الوسيلة مستقرة أو كائنة إليه.
قوله عز وجل:{لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ}(جميعًا) حال من المستكن في الظرف وهو {فِي الْأَرْضِ}. {وَمِثْلَهُ} عطف على، {مَّا}، أي: وأنَّ مثله معه. والضمير في {وَمِثْلَهُ} و {مَعَهُ} يعود إلى {مَّا}، وفي {بِهِ} إلى {مَّا} و {وَمِثْلَهُ}. وإنما وحِّد وهما شيئانِ إجراءً له مُجرى اسم الإِشارة، كأنه قيل: ليفتدوا بذلك. وخبر {إِنَّ}: {لَوْ} وجوابه، وهو {مَّا}، ويأتي {مَّا} في جواب لو ولا يأتي في جواب إنْ؛ لأن (ما) له صدر الكلام، فلا يخرج في جواب لو عن كونه صدر الكلام، ويخرج في جواب إنْ عن كونه صدرًا، تقول: لو أتاني ما ضربته، ولا تقول: إن أتاني ما ضربته؛ لأن إن عاملة وجوابها معمولها، وليست لو بعاملة، فجوابها صدر الكلام، فاعرفه.