للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: فداك أبي وأمي! من لي بِالعقل؟

قال: "اِجْتَنِبْ مَحارِمَ اللهِ، وَأَدِّ فَرائِضَ اللهِ تَكُنْ عاقِلاً، ثُمَّ تَنَفَّلْ صالحاتِ الأعمالِ تَزْدَدْ في الدُّنْيا عَقْلاً، وَتَزْددْ مِنَ رَبِّكَ قُرْباً وَبِهِ عِزًّا" (١)، انتهى (٢).

وفي هذا الحديث الذي ذكرته إشارة إلى أن العبد إنما يستتم العقل بتأدية الفرائض واجتناب المحارم، ومن تساهل في شيء من ذلك فإنما هو لنقصان عقله.

وقال الدينوري في "المجالسة": أنشد محمد بن موسى: [من الطويل]

أَلا إِنَّ خَيْرَ الْعَقْلِ ما حَضَّ أَهْلَهُ ... عَلى الْبِرِّ وَالتَّقْوى بَدْئاً وَعاقِبَة

وَلا خَيْرَ فِي عَقْلٍ يَزِيْغُ عَنِ التُّقَى ... وَيَشْغَلُ بِالدُّنْيا الَّتِي هِيَ ذاهِبَة (٣)

* تنبِيْهٌ:

لو استحسن الإنسان بعقله شيئاً يتقرب به إلى الله تعالى وهو مخالف للشريعة لا يكون عاقلاً، ومن لم ينتفع بعقله فكأنما كان بلا عقل، والعقل النافع هو الذي ينقذ صاحبه من النار، وفعله ما استحسنه


(١) رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (٨٢٨)، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (٢/ ٣٥٨). وفيه داود بن المحبر.
(٢) انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: ١٣ - ١٥).
(٣) انظر: "المجالسة وجواهر العلم" للدينوري (ص: ٢٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>