للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يطالب من العلم بشيء هو أهم مما مات عليه.

وقد قيل: العمر عن حصول كل العلم يقصرُ، فابدأ منه بالأهم (١).

وروى أبو نعيم عن الشعبي رحمه الله تعالى قال: العلم أكثر من عدد القطر؛ فخذ من كل شيء أحسَنَهُ، ثم تلا: {فَبَشِّرْ عِبَادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [الزمر: ١٧ - ١٨] (٢).

وروى ابن جهضم عن أبي عمرو بن العلاء رحمه الله تعالى قال: العلم أكثر من أن يحصى؛ فخذوا من كل شيء أحسنَهُ.

وليطلب شيخًا مؤتمنًا ناصحاً عارفًا تقيًا نقياً بعد اجتهاده على ذلك، وسؤاله عنه من أهل المعرفة والإلمام، وإذا وجد فائدة عند أحد بادرَ إلى اقتناصِها - وإن كان دونَهُ -، ولا يمنعه التكبر من الأخذ عمن هو دونَهُ فيكون غاشًا لنفسِهِ؛ إذ الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث وجدها.

وروى الحافظ عبد الغني في مقدمة "الكمال في أسماء الرجالِ" عن وكيع رحمه الله تعالى: أنَّهُ قال: لا يكملُ الرجل - أو لا يَنبُلُ - حتى يكتب عن من هو فوقَهُ، وعن من هو مثلهُ، وعن من هو دونه (٣).

وليتأدب بآداب المتعلم حسبما ذكرها العلماء في مَحالِّهَا، وأحسن


(١) انظر: "إعانة الطالبين" (١/ ١٥).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٣١٤).
(٣) وانظر: "علوم الحديث" لابن الصلاح (ص: ٢٤٩)، و "سير أعلام النبلاء" للذهبي (٩/ ١٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>