للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانظر كيف جعل من أهل القرية الصالحة بعزمه على مخالطتهم، والكينونة معهم، فما ظنك بمن يخالطهم؟

وروى الطبراني في "الكبير" عن أبي جحيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: "جَالِسُوْا الْكُبَراءَ، وَسائِلُوْا الْعُلَماءَ، وَخالِطُوْا الْحُكَمَاءَ" (١).

ومن فهم أن الكبراء في الحديث غير أهل الدين والتقوى فقد أخطأ الفهم.

وفي "الأوسط" عن عائشة رضي الله تعالى عنها، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ مُوْسَىْ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: يا رَبِّ! أَخْبِرْنيْ بِأَكْرَمِ خَلْقِكَ عَلَيْكَ، قالَ: الَّذِيْ يُسَارعُ إِلَىْ هَوَايَ إِسْراعَ النَسْرِ إِلَىْ هَواهُ، وَالَّذِيْ يَأْلَفُ عِبادِيَ الصَّالِحِيْنَ كَمَا يَأْلَفُ الظَّبْيُ النَاسَ، وَالَّذِيْ يَغْضَبُ إِذا انْتُهِكَتْ

مَحارِمِيْ كَغَضَبِ النَّمِرِ لِنَفْسِهِ، لا يُبالِيْ قَلَّ النَاسُ إِذا غَضِبَ أَمْ كَثُرُوْا" (٢).

وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن معاوية بن قرة قال: قال لقمان لابنه عليهما السلام: يا بني! جالس الصالحين من عباد الله؛ فإنك


(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٢/ ١٣٣). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد، (١/ ١٢٥): رواه الطبراني في "الكبير" من طريقين أحدهما هذه، والأخرى موقوفة، وفيه عبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي، وهو منكر الحديث، والموقوف صحيح الإسناد.
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (١٨٣٩). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٢٦٦): وفيه محمد بن عبد الله بن يحيى بن عروة، وهو متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>