كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب

• عن أبي هريرة ﵁؛ قال: قال رسول الله ﷺ: "لم تحل الغنائم لقوم -سود الرؤوس- قبلكم، كانت تنزل نار من السماء فتأكلها"، فلما كان يوم بدر؛ أسرع الناس في الغنائم؛ فأنزل الله ﷿: ﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٦٨)﴾ (١). [صحيح]

= ٥٥٤، ٥٥٥)، والدولابي في "الكنى" (٢/ ١٤٢) كلهم من طريق المسعودي عن أبي نهشل عن أبي وائل عن ابن مسعود به.
قال البزار: "وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
قلنا: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: أبو نهشل هذا مجهول؛ قال ابن معين: "لم يرو عنه غير المسعودي"، وذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقال الذهبي: "لا يعرف"، وقال الحسيني: "مجهول"، ووثقه ابن حبان على قاعدته!
وتعقب ابن حجر ابنَ معين بأن سلام بن مسكين روى عن أبي نهشل فيما قاله ابن خلفون.
انظر: "الجرح والتعديل" (٩/ ٤٤٩، ٤٥٠)، و"الثقات" (٧/ ٦٦٣)، و"المغني" (٢/ ٨١١)، و"كنى الدولابي" (٢/ ٤٢)، و"التعجيل" (ص ٣٤٢، ٣٤٣) وغيرها.
الثانية: المسعودي اختلط، ولم يرو عنه هذا الحديث أحد قبل الاختلاط.
قال الدارقطني في "العلل" (٥/ ٩٧، ٩٨ رقم ٧٤٣): "يرويه المسعودي. واختلف عنه؛ فرواه أبو داود -وهو الطيالسي- وأبو النضر -هاشم بن القاسم- وعفيف بن سالم عن المسعودي عن أبي نهشل عن أبي وائل، وخالفهم قاسم بن يزيد الجرمي؛ فرواه عن المسعودي عن عاصم عن أبي وائل، وحديث أبي نهشل أصح". ا. هـ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٩/ ٦٧): "رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه أبو نهشل لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
(١) أخرجه الطيالسي (رقم ٢٤٢٩)، وسعيد بن منصور (رقم ٢٩٠٦)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (١٤/ ٣٨٧، ٣٨٨ رقم ١٨٥٨٧)، وأحمد في "المسند" (٢/ ٢٥٢)، والترمذي (٥/ ٢٧١، ٢٧٢ رقم ٣٠٨٥)، والنسائي في "الكبرى" (٦/ ٣٥٢ رقم ١١٢٠٩)، والطبري في "جامع البيان" (١٠/ ٣٢)، وابن الجارود في =