للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقلت له: وكيف يخسر الإنسان نفسه؟

فقال: يا بني إنَّ العبد إذا كان لله = كان الله له،

وإذا لم يكن لله = لم يكن الله له.

فكيف تكون نفسه له؟.

* وقرأت عليه ذات مرة من سير الصالحين، وجعلت أعجب من طول صلاتهم، وحسن عبادتهم!

فنظر إلي متبسما، وقال: أراك تتعجب؟!

ثم أردف قائلًا: يا بني لا تنظر إلى كمال النِّهاية، ولاحظ نقصَ البداية، ادْرج كما درجوا تصل كما وصلوا!.

* وسألته: أين المنتهى؟!

قال: إلى الله!.

* وسألته أين الأمل؟!

قال: في الباقيات الصالحات.

* وبادرني مرةً بلا سؤال قائلًا: لا ترض رتبة الواصفين، واسلك مع السالكين!

فقلت يا سيدي: أخبرني عنهم؟!

قال: إنَّ مثل الواصف كمثل رجل قرأ في الكتب القديمة وصفهم للطريق إلى ديار الأفراح، فأيقن بها وآمن، وعرف الطريق ومسالكه، فجعل يصفه للناس، وهم يظنون من حلاوة وصفه أنه يعرفه معرفة من سلك، فجعلوا يذهبون إليها واحدًا تلو الآخر، والواصف لم يبرح بلاد الأتراح!

<<  <   >  >>