وَفِي تَفْسِير الْبَغَوِيّ " أَن النَّبِي قَالَ لِلْيَهُودِيِّ: إِن أَخْبَرتك بهَا تسلم؟ قَالَ: نعم قَالَ، فَأخْبرهُ فَأسلم ". وَتعقبه الْحَافِظ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة بِأَن الحَدِيث فِي مُسْند أبي يعلى وَغَيره، وَلَيْسَ فِيهِ ذكر إِسْلَامه، قَالَ: وبستاني أوردهُ ابْن فتحون فِي الْبَاء الْمُوَحدَة ورأيته فِي نُسْخَة من تَفْسِير ابْن مرْدَوَيْه بِضَم الْيَاء التَّحْتَانِيَّة وَبعدهَا سين مُهْملَة ثمَّ مثناة ثمَّ ألف ثمَّ نون مَفْتُوحَة ثمَّ يَاء تَحْتَانِيَّة وَلَعَلَّه أصوب انْتهى وَالله أعلم.
(٤٤) [حَدِيثٌ] " فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بَيْتٌ يُقَالُ لَهُ الْمَعْمُورُ بِحِيَالِ هَذِهِ الْكَعْبَةِ وَفِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ نَهْرٌ يُقَالُ لَهُ الْحَيَوَانُ يَدْخُلُ فِيهِ جِبْرِيلُ كُلَّ يَوْمٍ فَيَنْغَمِسُ فِيهِ انْغِمَاسَةً ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَنْتَفِضُ انْتِفَاضَةً فَيَخْرُجُ مِنْهُ سَبْعُونَ أَلْفَ قَطْرَةٍ، فَيَخْلُقُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ كُلِّ قَطْرَةٍ مَلَكًا، ثُمَّ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَأْتُوا الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ فَيُصَلُّونَ فِيهِ ثُمَّ يَخْرُجُونَ فَلا يَعُودُونَ إِلَيْهِ أَبَدًا، فَيُوَلِّي عَلَيْهِمْ أَحَدَهُمْ ثُمَّ يُؤْمَرُ أَنْ يَقِفَ بِهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَوْقِفًا يُسَبِّحُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ". (عق) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِيهِ روح بن جنَاح. (تعقب) بِأَن الْعقيلِيّ قَالَ عقب إِخْرَاجه: لَا يحفظ من حَدِيث الزُّهْرِيّ إِلَّا عَن روح بن جنَاح وَفِيه رِوَايَة من غير هَذَا الْوَجْه بِإِسْنَاد صَالح انْتهى، وَبِأَن روحا وَثَّقَهُ دُحَيْم وَلم يتهم بكذب. (قلت) كَونه لم يتهم مَمْنُوع كَمَا يعلم من تَرْجَمته فِي الْمُقدمَة وَالله أعلم. وَقد ورد فِي عدَّة أَحَادِيث " أَن الْبَيْت الْمَعْمُور بحيال الْكَعْبَة وَأَنه يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك يصلونَ فِيهِ ثمَّ لَا يعودون إِلَيْهِ أبدا، " وَإِنَّمَا المستغرب فِي هَذَا الحَدِيث قصَّة جِبْرِيل وتولية أحدهم وَلَيْسَ فِي ذَلِك مَا يُنكر لَا عقلا وَلَا شرعا. على أَن لقصة جِبْرِيل شَاهدا عِنْد أبي الشَّيْخ فِي العظمة من حَدِيث أبي سعيد، قلت: أورد الْحَافِظ ابْن حجر حَدِيث أبي هُرَيْرَة هَذَا فِي أثْنَاء بَاب الْمَلَائِكَة من فتح الْبَارِي وَقَالَ إِسْنَاده ضَعِيف. وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الموضوعات: لَا يَنْبَغِي أَن يدْخل هَذَا فِي الموضوعات وَالله أعلم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://www.shamela.app/page/contribute