للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو (١) الذي لا يتجزأ أو لا يتثنى، أما الذي لا يتجزأ فكالجوهر الواحد الذي لا ينقسم، فيقال: أنه واحد بمعنى لا جزء له، وكذا النقطة طرف لا جزء له، والله تعالى واحد بمعنى أنه يستحيل تقدير الانقسام في ذاته.

وأما الذي لا يتثنى فهو الذي لا نظير له؛ كالشمس مثلاً؛ فإنها وإن كانت قابلة للانقسام بالوهم متجزئة في ذاتها؛ لأنها من قبيل الأجسام - فهي لا نظير لها، إلا أنه يمكن لها نظير

فإن كان في الوجود موجود ينفرد بخصوص وجوده مفرداً لا يتصور أن يشاركه فيه غيره، فهو الواحد المطلق أزلاً وأبداً، والعبد إنما يكون واحدًا إذا لم يكن له في أبناء جنسه نظير في خصلة من خصال الخير، وذلك بالإضافة إلى أبناء جنسه، وبالإضافة [٤٥٤ ب] إلى الوقت، إذ يمكن أن يظهر في وقت آخر مثله، وبالإضافة إلى بعض الخصال دون الجميع، فلا وحدة على الإطلاق إلا لله تعالى.

قوله: "الصَّمَد" (٢):


= وقال البيهقي في "الاعتقاد" (ص ٦٣): الواحد: هو الفرد والذي لم يزل وحده بلا شريك، وقيل: هو الذي لا قسيم لذاته ولا شبيه له ولا شريك وهذه صفة يستحقها بذاته.
وانظر: "شأن الدعاء" (ص ٨٢)، "تفسير أسماء الله" للزجاج (ص ٥٧).
(١) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص ١٤١)، وانظر: "شرح القشيري لأسماء الله الحسنى" (ص ٢١٦ - ٢١٧).
(٢) الصمد: صفة ذاتية لله - عز وجل -, وهو اسم له ثابت بالكتاب والسنة.
الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢)} [الإخلاص: ١ - ٢]، ولم يرد هذا الاسم إلا في هذه السورة.
الدليل من السنة: =

<<  <  ج: ص:  >  >>