للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

يومُ القيامة مُدَّت الأرضُ مدَّ الأَديم، وحَشَرَ اللهُ الخلائقَ الإنسَ والجنَّ والدوابَّ والوحوش، فإذا كان ذلك اليومُ جعلَ الله القِصاصَ بين الدوابِّ حتى تُقَصَّ الشاةُ الجَمَّاءُ من القَرْناء بنَطْحها، فإذا فَرَغَ الله من القِصاص بين الدوابِّ قال لها: كوني ترابًا، فتكونُ ترابًا، فيَراها الكافر فيقول: يا ليتني كنتُ ترابًا (١).

رواتُه عن آخرهم ثِقاتٌ غيرَ أنَّ أبا المغيرة مجهولٌ، وتفسيرُ الصحابي مُسندَ (٢).

٨٩٣٢ - أخبرنا أبو بكر بن أبي نَصْر المزكِّي بمَرْو، حدثنا عبد الله بن رَوْح المَدائني، حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا صَدَقةُ بن موسى، عن أبي عمران الجَوْني، عن يزيد بن بابَنُوس، عن عائشة قالت: قال رسول الله : "الدَّواوينُ ثلاثةٌ، فديوانٌ لا يَغْفِرُ الله منه شيئًا، وديوانٌ لا يَعبَأ الله به شيئًا، وديوانٌ لا يَترُكُ الله منه شيئًا، فأما الديوانُ الذي لا يَغْفِرُ الله منه شيئًا، فالإشراكُ بالله، قال الله ﷿: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ٤٨]، وأما الديوانُ الذي لا يَعبَأُ الله به شيئًا قطُّ، فظُلمُ العبد نفسه فيما بينه وبين ربِّه، وأما الديوانُ الذي لا يَتُرك الله منه


(١) إسناده محتمل للتحسين من أجل أبي المغيرة القوّاس فهو تابعيٌّ انفرد بالرواية عنه عوف بن أبي جميلة الأعرابي، وعوف هذا ثقة مشهور، وقد وثق أبا المغيرة يحيى بنُ معين كما في "الجرح والتعديل" ٩/ ٤٣٩، وذكره ابن حبان في "ثقاته" ٥/ ٥٦٥، وتكلّم فيه سليمان التيمي من أجل مذهبه في علي بن أبي طالب.
وأخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (١١٢٥) من طريق محمد بن معمر، عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (١٨٢)، والطبري في "تفسيره" ٣٠/ ٢٦ من طرق عن عوف، به.
ويشهد له حديث أبي هريرة موقوفًا الذي سلف عند المصنف برقم (٣٢٧٠)، وإسناده صحيح.
وقصة القصاص للشاة الجماء (وهي التي بلا قرون) من القرناء قد رويت مرفوعة من حديث أبي هريرة أيضًا عند مسلم في "صحيحه" برقم (٢٥٨٢) وغيره.
(٢) انظر تعليقنا على هذه المسألة عند الحديث برقم (٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>