الشيخ: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَرِضَ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ صَحِيحًا مُقِيمًا» (٩)، وقوله: «كُتِبَ لَهُ» يدل على أنه ما دام يعمل العمل سابقًا فإنه يكتب له ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا.
رجل في أول الركعة كان قادرًا على القيام، ولما ركع وأراد أن يقوم من الركوع عجز، وقف ظهره حتى لا يكاد يعتدل، ما تقول؟
طالب: يتم صلاته بقدر الاستطاعة.
الشيخ: يعني: يسقط عنه القيام في هذه الحال، فيجلس.
الطالب: فيجلس، ويتم على ..
الشيخ: يجلس كذا ولَّا يبقى راكعًا؟
الطالب: لا، على حسب الاستطاعة، إذا مثلًا ..
الشيخ: هو يستطيع يجلس الآن، ويستطيع يبقى راكعًا.
الطالب: لا، يجلس.
الشيخ: فهمت سؤالي؟
الطالب: إي نعم.
الشيخ: رجل ركع وهو يصلي قائمًا وليس به بأس، فركع، ولما ركع أصابته روماتيزم في ظهره وعجز لا يرتفع.
الطالب: يجلس.
الشيخ: فقال: سمع الله لمن حمده، الآن: كيف يكون يقف؛ يعني: يبقى راكعًا ولَّا يجلس؟
الطالب: لا، يجلس.
الشيخ: واللهِ أظن فيه ما هو عارف، أنتم فاهمين السؤال؟
الطلبة: إي نعم.
الشيخ: طيب، أيش تقول؟
طالب: لا، يبقى راكعًا.
الشيخ: يبقى راكعًا.
الطالب: لأنه صار إذن استطاع القيام يقوم؛ لأن ساقه معتدلة بالقيام.
الشيخ: إي، إذن معناه في هذه الحال ينوي القيام، ما تقولون؟
الطلبة: صحيح.
الشيخ: فيه رأيان أحدهما رأي آدم، والثاني رأي الأخ.
طالب: شيخ، لا ينتهي من الركوع؛ لأن الأعمال في الصلاة إنما هي توقيفية، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ» لم يقل: راكعًا، وإنما قال: «قَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» (١)، فالثلاث هذه فقط يقف الإنسان عندها ولا يزيد عليها.
طالب آخر: شيخ، نقول: له يجلس على أنه قائم، ثم يرفع وهو جالس؛ يعني: كأنه راكع وهو جالس، ثم يرفع وهو جالس.