فَولّيْتَ رَكْضاً نَحو ثَأج مُوالياً ... وجارُكَ يا بنَ الجَحْدَرِيّ مُقيمُ
قوله وجارك، يعني خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد.
قال أبو عثمان، قال أبو عبيدة: فلما بلغ مصعباً خبر خالد، نكص راجعاً إلى البصرة، فلما سمع القوم
ذلك، رَسِّوا بينهم صُلحاً أربعين يوماً، على أنه من شاء من الفريقين منهم أن يرتحل إلى حيث شاء
ارتحل، ومن أقام أقام آمناً. وقال مالك: أدخلوا في كتابكم عبّاد بن الحصين، فإنا وجدناه أشدّكم حرباً،
وأوفاكم سلماً. قال: ففعلوا. ومضى مالك نحو ثأج هارباً. ومضى خالد بن عبد الله إلى الشام. وقدم
مصعب البصرة. فأرسل خداش بن زياد الكوفي، وكان من بني أسد، في أثر مالك فلم يلحقه. وبعث
إلى الرهط الذين حالفوه، فقال عمر بن عبيد الله: إني قد آمنتهم على دمائهم وأموالهم. فقال مصعب:
يا هذا، قد آمنتهم على دمائهم وأموالهم، أفامنتهم أن أشتمهم؟ قال: لا. قال: فبعث إليهم، فقال مصعب
لعبد الله بن عامر النّعّار، أحد بني مجاشع بن دارم: إنك إنما تبعث أعرابي قيس - يعني مالك بن
مسمع - لبول أخيه في فرج أختك - قال: وكانت أخت النعار عن أخي مالك بن مسمع - وقال لابن
أبي بكرة: يا ابن الفاعلة، إنما مثل أمك، مثلُ كُليبة وثبت عليها ثلاثة أكلب: كلب أسود، وكلب أحمر،
وكلب أبيض، فجاءت لكل كلب بنجله. وقال لحمران بن أبان: يا ابن الفاعلة، إنما أنت نبطي من
عين التمر، وزعمت أنّ أباك أبان، وإنما هو أبي. وقال لزياد ابن عمرو: يا ابن الكرماني أزعمت
أنك من الأزد، وأنت دهقان ابن علج، قطع أبوك على خشبة من كرمان إلى عمان، وشتم القوم، وعم
الأحنف بن قيس، وصعصعة بن معاوية، وأبا حاضر الأسيدي، وصفوان بن الأهتم، وعمرو بن
اصمع، وعبد العزيز بن بشر، جدّ نميلة بن مرة. فقال الفرزدق فيمن لحق بخالد من بني تميم، وخلع
بن