حي، ولو قال: إن جاء أعطيتك، دل على أنه يعيش إلى أن يجيء مال البحرين، فلما قال:(لو قد جاء مال البحرين) خلص الله نطقه إلا أن يكون كما قال.
* وفيه يدل على استحسان سماحة الإمام في وقت العطاء بترك (٨٦/ب) التشديد في التحقيق.
* وفيه: أنا أبا بكر رضي الله عنه لما حثا حثية عدها وأعطى مثليها عددا ولم يعطه باقي الحثيات بيده من أجل أنه رضي الله عنه حثى حثية أولى، وكان قدرها ذلك، وكان قادرا على التحقيق بها، ومن قبل الحثية الأولى ما كان قادرا.
فدل هذا على أنه مهما استطاع الإنسان التحقيق فلا يعدل إلى الحدس، ولأنه يدرك بالحثية الأولى حيث لم يكن منها بد، وجعل يده في مكان يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكونه نائبا عنه لم يخلص من الحثيتين الأخرتين أن لا يزيد في بسط يديه فيكون في ذلك كالمائل على بيت مال المسلمين، أو بقبضها فيكون كالمائل على المعطي، فرأى أنه يعدل في التحقيق من عد الحثية الأولى، ثم اعطاؤه مثلها مرتين ليخلص من درك حثيتين حيث لم يتهيأ له أن يتخلص من درك الحثيات الثلاث منبها بذلك على الاحتراز في مثل هذا الحال لنفقة لها من احتياج إليها.
* والحثية: ما أخذ بالكف مبسوطة.
* وهذا الحديث يدل على حسن خلافة أبي بكر رضي الله عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإقامته سنته، وإنجازه وعوده، وسيره بسيرته - صلى الله عليه وسلم -.