للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عَنْ حَنَش (١) بْنِ الحارثِ، عَنْ عَلْقَمةَ بن مَرْثَدٍ، عن عبد الرحمن بْنِ سَاعِدةَ (٢) ؛

قَالَ: كنتُ أُحِبُّ الخَيلَ، فقلتُ: هَلْ فِي الجَنَّةِ خيلٌ، يا رسولَ الله؟ قال: يَا عَبْدَالرَّحْمَنِ، إِنْ يُدْخِلْكَ اللهُ الجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ فِيهَا فَرَسًا مِنْ يَاقُوتٍ، لَهُ جَنَاحَان ِ، يَطِيرُ بِكَ حَيْثُ شِئْتَ.

قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ كَمَا يَرْوِيهِ الثَّوريُّ (٣) ،.............................

عَنْ عَلْقَمةَ بْنِ مَرْثَدٍ،


(١) في (ك) : «حفش» .
(٢) كذا جاءت تسميته هنا من رواية حنش، وكذا في "صفة الجنة" لأبي نعيم (٤٢٤) ، وفي الرواية الأخرى لأبي نعيم: «عمير بن ساعدة» .
وذكر الدارقطني في "العلل" (٤/٣٠٠) أن حنش بن الحارث حدَّث به عن علقمة ابن مرثد، فقيل: عنه عن عبد الرحمن بن عوف، قال: «وهو وهم، والصواب: عن عبد الرحمن بن ساعدة، عن النبيِّ (ص) » . فسئل: أصحابي هو؟ قال: «ليس إلا في هذا الحديث» . وقال أبو موسى المديني: «وهذا الحديث اختُلِف فيه على علقمة؛ فقيل: عنه، هكذا، وقيل: عنه، عن عبد الرحمن بن ساعدة، وقيل: عنه، عن عمير ابن ساعدة» . نقله الحافظ في "الإصابة" (٧/٣٢٥) .
(٣) روايته أخرجها ابن المبارك في "الزهد" (٢٧١-زوائد نعيم) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (٦٧٠٠) . ومن طريق ابن المبارك أخرجه الترمذي (٢٥٤٣/م) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (٢١/٦٤٢) ، والبغوي في "شرح السنة" (٤٣٨٥) ، وفي "تفسيره" (٤/١٤٥) ، والثعلبي في "تفسيره" (٨/٣٤٤) .
قال الترمذي: «وهذا أصح من حديث المسعودي» .
ويعني الترمذي بحديث المسعودي: ما أخرجه الطيالسي في "مسنده" (٨٤٣) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٣٩٨٠) ، وأحمد في "مسنده" (٥/٣٥٢ رقم ٢٢٩٨٢) ، والترمذي في "جامعه" (٢٥٤٣) ، والطبراني في "الأوسط" (٥٠٢٣) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (٤٢٥) ، وفي "معرفة الصحابة" (١٢٦٥) ، والبيهقي في "البعث" (٤٣٦ و٤٣٧) ، جميعهم من طريق عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سليمان بن بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلا سأل النبي (ص) ... ، الحديث.
وقد سئل الدارقطني في "العلل" (٥٧٩) عن هذا الحديث؟ فقال: «حدث به حَنَشِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بن مرثد، فقيل: عن عبد الرحمن بن عوف، وهو وهم. والصواب: عن عبد الرحمن بن ساعدة، عن النبيِّ (ص) . [قال راوي العلل] : قلت: صحابي؟ قال: «ليس إلا في هذا الحديث. قال: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ علقمة فقال: عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ، ووهم فيه المسعودي» . اهـ. وذكر ابن القيم في "حادي الأرواح" (ص١٧٨) كلام الترمذي السابق، ثم قال: قلت: أما حديث علقمة بن مرثد: فقد اضطرب فيه علقمة؛ فمرة يقول: «عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ أبيه» ، ومرة يقول: «عن عبد الرحمن بن سابط، عن عمير بْنِ سَاعِدَةَ؛ قَالَ: كُنْتُ أُحِبُّ الْخَيْلَ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي الْجَنَّةِ خيل يا رسول الله» ، ومرة يقول: «قال رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ - يُقَالُ لَهُ: عمير بن ساعدة-: يا رسول الله» ، ومرة يقول: «عن عبد الرحمن بن سابط، عن النبي (ص) » . والترمذي جعل هذا أصح من حديث المسعودي؛ لأن سفيان أحفظ منه وأثبت. وقد رواه أبو نعيم من حديث علقمة هذا فقال: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة؛ أن أعرابيًّا قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفِي الْجَنَّةِ إبل؟ قال: «يا أعرابي، إن يدخلك الله الجنة رأيت فيها ما تشتهي نفسك، وتلذّ عينك» . ورواه أيضا من حديث علقمة، عن يحيى بن إسحاق، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) ....اهـ.
وذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (ص٦٩٩ رقم٤٨٤٩ - ط بيت الأفكار) عبدَالرحمن بن سابط، فقال: وقد ذكره أبو موسى في ذيل الصحابة، وقال: ذكره الترمذي، ثم ساق ما أخرجه الترمذي من رواية الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عن عبد الرحمن بن سابط، عن النبيِّ (ص) في صفة الجنة. قلت: وإنما أخرج الترمذي هذا عقيب رواية المسعودي، عن علقمة، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ أبيه: أن رجلاً سأل النبيَّ (ص) : هل في الجنة من خيل؟ ... ، الحديث. ثم ساق رواية عبد الرحمن بن سابط وقال فيها: أن النبي (ص) ... ، بمعناه.
قال الترمذي: «هذا أصح من حديث المسعودي» ؛ يريد: على قاعدتهم: أن طريق المرسل إذا كانت أقوى من طريق المتصل رُجِّح المرسل على الموصول. وليس في سياق الترمذي ما يقتضي أن عبد الرحمن صحابي، بل فيه ما يدل على الإرسال. ثم قال أبو موسى: = = قال أبو عبد الله بن منده: «عبد الرحمن بن سابط عن النبي (ص) ، مرسل» . قال أبو موسى: وهذا الحديث اختلف فيه على علقمة؛ فقيل: عنه هكذا، وقيل: عنه، عن عبد الرحمن بن ساعدة، وقيل: عنه، عن عمير بن ساعدة التميمي. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>