للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أبيه (١) ؛ وهذا الصَّحيحُ مُرسَلً (٢) .

قلتُ لهما: الوَهَمُ ممَّن تراه (٣) ؟

قَالَ أَبِي: مِنْ سَيَّارٍ.

وقال أَبُو زُرْعَةَ: لا أدري؛ إما من سَيَّارٍ، وإما من عبدِالواحد؛ رواه جماعةٌ (٤) عن عبد الواحد، فلم يقولوا: عن أبيه (٥) .


(١) أي: عن النبي (ص) مرسلاً، بدون ذكر «عبد الله بن مسعود» ، والله أعلم.
(٢) «مرسل» حالٌ منصوبٌ، وجاء دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (٣٤) . وقوله: «الصحيح» خبر المبتدأ، أي: هذا هو الصحيح في حال إرساله.
(٣) كذا في جميع النسخ، والمرادُ: «قلت لكل واحدٍ منهما: الوهم ممن تراه» ؛ كما في قوله تعالى: [آل عِمرَان: ٧] {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} ، قال البغوي: «لم يقل: أمهات الكتاب؛ لأن الآيات كلها في تكاملها واجتماعها كالآية الواحدة، وكلام الله تعالى واحد، وقيل: معناه كلُّ آية منهن أم الكتاب؛ كما قال: [المؤمنون: ٥٠] {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً} ؛ أي: كل واحد منهما آية» . "تفسير البغوي" (ص١٨٨) .
ويؤيِّد ذلك احتمال أن يكون ابن أبي حاتم سأل أباه وأبا زرعة في مجلسين مختلفين، والله أعلم.
(٤) منهم أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين، وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (١٩٩٣) .
(٥) كلام أبي زرعة هنا مشكل؛ لأن رواية الجماعة ترجِّح أن الخطأ من سيار كما ذهب إليه أبو حاتم، إلا أن يكون قصد أبي زرعة: أن عبد الواحد كان يضطرب فيه، فمرة لا يقول: «عن أبيه» كما في رواية الجماعة، ومرة يذكره كما في رواية سيار، والله أعلم.
وقال الترمذي (٣٤٦٢) في الموضع السابق: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (٢١١/أ/أطراف الغرائب) : «تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة، عن القاسم، عن أبيه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>