للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«وإنما رجل الدنيا وواحدها ... من لا يعول في الدنيا على رجل» (١)

فالدهر ذو الغدر لا يصفو إلى أحد ... فدع مكائده للغدر واعتزل

فكم صفا قبلنا للطالبين له ... أيام حتى أخذهم غير محتفل

وكم اعز وكم ذلت به دول ... وكم أناخ له من فارس بطل

وظل في رفع أنذال ذوي سفه ... أراذل من ذوي الأوغاد والسفل

وهذه سنة الدهر الخئون فكم ... أنال شخصاً رذيلا أعظم الدول

وألبس الحر أثواب الرذالة وال ... هوان بعد سني الحلي والحلل

فصار بعد نعيم العيش في غصص ... يبيت منها ملي البال غير خلي

تبت يدا قلبه أضحى أبا لهب ... وذا أسى وعنا حيران ذا ملل (٢)

أوقاته كلها للحزن مصحبة ... وعن مكابدة الآلام لا تسل


(١) تضمين لبيت الطغرائي في قصيدته المشهورة بلامية العجم.
(٢) في الاصل: ذو أسى، وذو ملل. وفي ب: عنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>