للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

إسماعيل بن زكريا، عن مُطَرِّف، عن بِشْر أبي عبد الله، عن بشير بن مسلم، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله : "لا يركب البحر إلا حاجًا، أو معتمرًا، وغازيًا في سبيل الله، فإنّ تحت البحر نارًا، وتحت النار بحرًا".

٢٨٠ - قال يعقوب بن شيبة: ثنا مُحاضِر بن المُوَرِّع، ثنا الأَعْمَش، عن شقيق بن سَلَمَة قال: جاء رجلٌ إلى عبد الله عليه أثر السفر، فقال: من أين أقبلتَ؟ قال: من الشام، قال: من لقيتَ؟ قال: لقيتُ كعبًا، قال: سمعتَه يقول شيئًا؟ قال: نعم، سمعتُه يقول: "إنّ السموات تدور في منكب ملَك"، قال: فصدّقتَه؟ قال: ما صدّقتُه ولا كذّبتُه، قال: "لوددتُ أنّك افتديتَ من رحلتك براحلتك ورَحْلك، كذب كعبٌ، إن الله يقول: ﴿إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [فاطر: ٤١] (١).

٢٨١ - حكى شيخُنا أبو العبّاس (٢) ما قاله أهلُ الهيئة: إنّ البحر محيطٌ بالأرض من خمسة أسداسها، وإنما الظاهر منها أكثر من السدس بقليل، كما يقال: إنّه ستّة وستّون درجة من ثلاثمائة وستين درجة، مهما فيه من البحار كبحر فارس والروم، وكان القياس أنّ الماء يغمر الأرض من جميع الجوانب، لولا أنّ الله سبحانه أيْبَسَ ما أيبسه منها وأنقب عنه الماء، فصارت الأرض كوجه البطّيخة في بركة محيطة بأكثرها، وأرساها سبحانه بالجبال، بنقلها لئلّا تميل كما تميل السفنُ في البحر، وفي المسند (٣) عن


(١) أخرجه ابن جرير في التفسير (١٩/ ٣٩١)، لسفيان عن الأعمش، وقال ابن كثير في تفسيره: "وهذا إسناد صحيح إلى كعب وابن مسعود".
(٢) هو شيخ الإسلام ابن تيمية، ولم أقف على هذا النقل.
(٣) المسند (١/ رقم: ٣٠٣)، وفيه رجل لم يسمّ.