للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أقبل رجل أحسن الناس وجهًا، وأطيب الناس ريحًا حتى سلم من طرف السماط (١)، فقال: السلام عليكم يا محمد. فرد عليه السلام، فقال: أدنو يا محمد؟ . قال: "ادن" فما زال (٢) يقول: أدنو مرارًا ويقول: "ادن" حتى وضع يده على ركبتي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (٣). وذكر نحو ما يأتي.

وفيه من الفقه في قوله: (السلام عليكم) فعم، ثم قال: (يا محمد) فخص. وفيه الاستئذان في القرب من الإمام مرارًا وإن كان الإمام في موضع مأذون فيه، وفيه جواز اختصاص العالم بموضع مرتفع من المسجد إذا دعت إلى ذلك ضرورة تعليم، وقد بين فيه أن جبريل وضع يديه على ركبتي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فارتفع الإجمال الذي في قوله: (ووضع كفيه على فخذيه) وإنما فعل جبريل ذلك -واللَّه أعلم- ليبين جواز هذا للسائل وتنبيهًا على ما ينبغي للسائل من قوة النفس عند السؤال، وعدم المبالاة بما يقطع عليه خاطره، وعلى ما ينبغي للمسؤول من الصفح عن السائل وإن تعدى بترك الإذن وبيان الإجمال بما ورد في "السنن" من الروايات أولى من غيره، فإن النووي بين إجمال الحديث بأن الرجل الداخل وضع كفيه على فخذي نفسه وجلس على هيئة المتعلم (٤). ولو راجع النووي النسائي لما فسر الحديث بغير الرواية الواردة في "السنن".


(١) في هامش (ل): أي: الجماعة.
(٢) في (ل)، (م): بال. والمثبت من "سنن النسائي".
(٣) "المجتبى" ٨/ ١٠١.
(٤) "مسلم بشرح النووي" ١/ ١٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>