للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

منه، وفي السكوت دلالة على الرضى وقبول رأي المنقول عنه، حيث إنّه لم يعترضه ولم يرده. أمّا الحاكي فكثيرًا ما يعلق على قول غيره. "فنقل الغير هو حكاية قوله، إلّا أنهّ يوجد كثيرًا فيما يتعقب الحاكي قول غيره، بخلاف الناقل له، فإنّ الغالب تقريره والسكوت عليه؛ والسكوت في مثل هذا رضا من الساكت، حيث لم يعترضه بما يقتضي رده، إذ قولهم: سكت عليه أي ارتضاه" (١). والقاعدة: "أنّ من نقل كلام غيره وسكت عليه فقد ارتضاه" (٢).

هذا كلام فلان = صيغ التبرّي.

هذا مجمع عليه: إذا قال الشافعية هذا مجمع عليه، فإنّهم يعنون به إجماعهم وإجماع المذاهب الأخرى.

يقول الخطيب الشربيني: "وقولهم هذا مجمع عليه فإنّما يقال فيما اجتمعت عليه الأمة" (٣).

وأقول، قلنا، قلت، ولقائل، فإن قلت، وإن قلت، وقيل: جرت عادة الفقهاء أنّهم يصيغون أسئلة على لسان الآخرين وهي من عند أنفسهم، ثمّ يجيبون عليها هم أنفسهم أيضًا، وذلك كما يبدو لي زيادة في تمحيص الرأي ومناقشته، وسدّ باب الاعتراض من قبل الآخرين، ورد الشُّبه التي قد ترد عند طرح فكرة معينة، وقد يعدّ هذا من قبيل الفقه الافتراضي، وإنْ دلّ


(١) "مغني المحتاج" للشربيني (١/ ٣٠)، و"الفوائد المكية" للسقاف (ص: ٤٣)، وانظر: "سلم المتعلم" للأهدل (ص: ٤٥).
(٢) راجع الهامش السابق.
(٣) "مغني المحتاج" للشربيني (١/ ٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>