وهي طويلة، وكانت وفاته في صدر رجب، سنة ثلاث وستين وأربع مئة، بمدينة إشبيلية، وكان له ولد يقال له: أبو بكر، تولى وزارةَ المعتمد بنِ عبّاد، وقُتل يوم أخذ يوسفُ بنُ تاشفين قرطبةَ، يوم الأربعاء، ثاني صفر، سنة أربع وثمانين وأربع مئة، وأخذها الفرنج من المسلمين في شوال، سنة ثلاث وثلاثين وست مئة.
* * *
٣٤ - أبو جعفر أحمد بن محمَّد، الخولانيُّ الأندلسيُّ، المعروف بابن الأَبَّار، الشاعرُ: كان من شعراء المعتضد عباد بن محمَّد اللخمي صاحبِ إشبيلية، وكان عالمًا، [فجمع] وصنَّف، وله الشعر الرائق، توفي سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة.
* * *
٣٥ - أبو العباس أحمد بن هارون الرشيدِ الهاشميُّ، المعروف بالسّبتيِّ: كان عبدًا صالحا، ترك الدنيا في حياة أبيه وهو خليفةُ الدنيا، وإنما قيل له: السبتي؛ لأنه كان يتكسب بيده يوم السبت شيئًا ينفقه في بقية الأسبوع، ويتفرغ للعبادة، فعُرف بهذه النسبة، ولم يزل كذلك إلى أن مات سنة أربع وثمانين ومئة، قبل موت أبيه.