للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

توفي سنة خمس وأربعين وثلاث مئة بمصر، وطَباطَبا - بفتح الطاءين -: لقب جدِّه إبراهيم؛ لأنه كان يلثغ، فيجعل القاف طاء، وطلب يومًا ثيابه، فقال غلامُه: أجيء بدرَّاعة؟ قال: لا، طباطبا؛ يريد: قَبا، وكرر لفظه.

* * *

٣٣ - أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون، المخزوميُّ الأندلسيُّ القرطبيُّ الشاعرُ: كان في غاية في المنثور والمنظوم، وخاتمةَ شعراء بني مخزوم، ومن بديع قلائده: نظمُه القصيدةَ الطنانة، التي من جملتها:

بِنْتُمْ وَبِنَّا فَمَا ابْتَلَّتْ جَوَانِحُنَا ... شَوْقاً إِلَيْكُمْ وَلاَ جَفَّتْ مَآقِينَا

تَكَادُ حِينَ تُنَاجيكُمْ ضمَائِرُناَ ... يَقْضِي عَلَيْنَا الأَسَى لَوْلاَ تأسِّينَا

حَالَتْ لِبُعْدِكُمْ أَيَّامُنَا فَغَدَتْ ... سُودًا وَكَانَتْ بِكُمْ بِيضًا لَيَالِينَا

بِالأَمْسِ كُنَّا وَمَا يُخْشَا تَفَرُّقُنَا ... وَالَيْومَ نَحْنُ وَمَا (١) يُرْجَى تَلاَقِينَا


(١) في الأصل: "لا"، والمثبت من "وفيات الأعيان" (١/ ١٤٠).