وخرّج مسلم من رواية الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة (١/ ٤٧١): "وأمر بلالًا فأقام الصلاة، فصلى بهم الصبح"، ومن رواية أبي حازم عن أبي هريرة (١/ ٤٧١ - ٤٧٢): "أن النبي ﷺ توضّأ ثم صلى سجدتين، وأقيمت الصلاة فصلى الغداة". وأخرج الإمام أحمد في المسند (٥/ ٣٠٢) من حديث قتادة عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة وقال في حديثه: "وأمر بلالًا فأذّن فصلى ركعتين، ثم تحوَّل من مكانه فأمره فأقام الصلاة، فصلى صلاة الصبح". وخرّجه النسائي في السنن (١/ ٣٢٣) (رقم: ٦٢٠) من حديث عطاء بن السائب عن بُريد بن أبي مريم عن أبيه قال: كنا مع رسول الله ﷺ في سفر، فذكر الحديث، وقال في آخره: "فأمر النبي ﷺ المؤذّن فأذّن، ثم صلى الركعتين قبل الفجر، ثم أمره فأقام الصلاة، فصلى بالناس". وخرّج أبو داود في السنن (١/ ٣٠٨) (رقم: ٤٤٣)، وأحمد في المسند (٤/ ٤٣١ - ٤٤١ - ٤٤٤)، والدارقطني في السنن (١/ ٣٨٥ - ٣٨٦)، والحاكم في المستدرك (١/ ٢٧٤) ذكر الأذان والإقامة وصلاة ركعتي الفجر بينهما في هذه القصة من حديث الحسن عن عمران بن حصين عن النبي ﷺ، لكن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين عند أحمد وعلي بن المديني وأبي حاتم الرازي، وقد أخرج البخاري حديث عمران مطولًا وفيه ذكر النداء فقط، وأخرجه مسلم وليس فيه ذكر الأذان والإقامة. انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (ص: ٣٨ - ٣٩)، وجامع التحصيل للعلائي (ص: ١٦٣). وكذا أخرج أبو داود في السنن (١/ ٣٠٨ - ٣٠٩) (رقم: ٤٤٤، ٤٤٥)، وأحمد في المسند (٤/ ١٣٩)، (٥/ ٢٨٧) ذكر الأذان والإقامة وصلاة ركعتي الفجر بينهما في هذه القصة من حديث عمرو بن أمية الضمري، ومن حديث ذي مِخير الحبشى عن النبي ﷺ. وكذا خرّج أحمد في المسند (١/ ٤٥٠) ذكر الأذان والإقامة من حديث أبي مسعود أيضًا في هذه القصة. هكذا ورد ذكر الأذان والإقامة وركعتي الفجر في أغلب روايات الباب، ومن ثمَّ اختلف العلماء في قضاء الفائتة هل يُشرع له أن يؤذن لها ويقيم، أم يقيم ولا يؤذّن؟ فيه أقوال، وقد ذكر القرطبي جمعًا حسنًا بين الروايات الواردة في هذا الباب فقال: "الذي يجمع بين الأحاديث أنَّه إن احتيج إلى الأذان بحيث يجمع متفرّقهم فعل، وعلى هذا يحمل حديث أبي هريرة، وإن كانوا مجموعين لم يحتج لذلك؛ إذ ليس وقتًا راتبا فيدعى إليه الجمع ويعلمونه، وعلى هذا يُحمل حديث أبي قتادة". =