للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ج أعظم الأيام عند الله ، قَالَ رَسُولُ اللهِ : «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ التَّسْبِيحَ، وَالتَّكْبِيرَ، وَالتَّهْلِيلَ» (١).

أبرز ما يميز أيام العشر من ذي الحجة (٢) هو اجتماع أمهات العبادة فيها، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره (٣).

ثبت في الشرع استحباب إحياء عشر ذي الحجة بجمع من العبادات والطاعات، منها ما يلي:

١ التزود بالطاعات والإكثار من الأعمال الصالحات:

قال تعالى: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ [الحج: ٢٨]، قال ابن عباس : أي: أيام العشر (٤).

ويقول النبي : «مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ».

قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ؟


(١) أخرجه الطبراني في الكبير، باب العين، مجاهد عن ابن عباس (١١/ ٨٢/ ح ١١١١٦) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. يُنظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (٤/ ١٧)، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده، مسند عبد الله بن عمر (٣/ ١١٨٤/ ح ٥٥٤٧)، وحكم على إسناده أحمد شاكر بالصحة. مسند أحمد (٧/ ٢٢٤) (٩/ ١٤).
(٢) لفتة لطيفة: سئل شيخ الإسلام ابن تيمية : أيهما أفضل عشر ذي الحجة أو العشر الأواخر من رمضان؟ فأجاب: أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (٢٥/ ٢٨٧).
وعلّق ابن قيم الجوزية على إجابة شيخ الإسلام ابن تيمية قائلاً:
وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافيًا كافيًا، فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة. وفيها يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية. وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء التي كان رسول الله يحييها كلها، وفيها ليلة خير من ألف شهر. فمن أجاب بغير هذا التفصيل، لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة. بدائع الفوائد، لابن القيم (٣/ ١٦٢).
(٣) يُنظر: فتح الباري، لابن حجر (٢/ ٤٦٠).
(٤) يُنظر: إلى ما أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق (٢/ ٢٠/ ح ٩٦٩).

<<  <   >  >>