للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

يصف غائصاً غاص فِي المَاء من أول النَّهَار وَهَذِه حَاله. فالهاء من غامره ربطت الْجُمْلَة بِمَا قبلهَا حَتَّى جرت حَالا على مَا فِيهَا فكأنك قلت: انتصف النَّهَار على الغائص غامراً لَهُ اماء)

كَمَا انك إِذا قلت: جَاءَ زيد وَوَجهه حسن فكانك قلت: جَاءَ زيد حسنا وَجهه. هَذَا كَلَامه وَهَذَا الْبَيْت من قصيدة للأعشى مَيْمُون مدح بهَا قيس بن معد يكرب الْكِنْدِيّ. وَقد أَجَاد فِي التغزل بمحبوبته فِي أَولهَا إِلَى أَن شبهها بِالدرةِ ثمَّ وصف تِلْكَ الدرة كَيفَ استخرجت من الْبَحْر فَقَالَ:

(كجمانة البحري جَاءَ بهَا ... غوّاصها من لجّة الْبَحْر)

(صلب الْفُؤَاد رَئِيس أَرْبَعَة ... متخالفي الألوان والنجر)

(فتنازعوا حَتَّى إِذا اجْتَمعُوا ... ألقوا إِلَيْهِ مقالد الْأَمر)

(وعلت بهم سجحاء خادة ... تهوي بهم فِي لجة الْبَحْر)

(حَتَّى إِذا مَا سَاءَ ظنهم ... وَمضى بهم شهر إِلَى شهر)

(ألْقى مراسيه بتهلكة ... ثبتَتْ مراسيها فَمَا تجْرِي)

(فانصب أَسْقُف رَأسه لبد ... نزعت رباعيتاه للصبر)

(أشفى يمجّ الزَّيْت ملتمس ... ظمآن ملتهب من الْفقر)

(قتلت أَبَاهُ فَقَالَ: أتبعه ... أَو أستفيد رغيبة الدَّهْر)

(نصف النَّهَار المَاء غامره ... وشريكه بِالْغَيْبِ مَا يدْرِي)

...

<<  <  ج: ص:  >  >>