للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: «أفضلُ الصَّلاةِ بعْد الفريضة (١) صلاةُ اللَّيلِ» رواه مسلم (٢)، وقال عَمرُو ابنُ العاصِ: «ركعةٌ باللَّيل خيرٌ من عشر ركعات بالنَّهار» رواه ابن أبي الدُّنيا (٣)، ولأنَّها أبلغ في الإسرار، وأقربُ إلى الإخلاص؛ فالتَّطوُّع المطلق أفضلُه صلاة اللَّيل، قال أحمد: (ليس بعد المكتوبة أفضلُ من قيام اللَّيل) (٤).

وهل هي أفضلُ من السُّنن الرَّاتبة؟ فيه خلاف.

(وَأَفْضَلُهَا وَسَطُ اللَّيْلِ)، ذكره جماعةٌ منهم في «الوجيز»، قال آدم بن أبي إياس: ثنا أبو هلال الرَّاسبي، عن الحسَن مرفوعًا: «أفضل الصَّلاة بعد المكتوبة: الصَّلاة في جَوف اللَّيل الأَوسطِ» (٥)، وفي «الصَّحيح» مرفوعًا: «أفضلُ الصَّلاةِ صلاةُ داودَ؛ كان ينام نصف اللَّيل، ويقوم ثلثَه، وينام سُدسَه» (٦)، ويُروى أنَّ داود قال: «يا ربِّ، أيَّ وقت أقومُ لك؟ قال: لا تَقُم أوَّل اللَّيل ولا آخره، ولكن وسط اللَّيل، حتَّى تخلوَ بي، وأخلوَ بك» (٧).

ولم يذكر في «الكافي» و «المذهب»: أنَّ الأوسطَ أفضلُ.

وفي «الرِّعاية»: آخرُه خَيرٌ، ثمَّ وسَطُه.


(١) في (أ): الفرائض.
(٢) أخرجه مسلم (١١٦٣).
(٣) لم نقف عليه.
(٤) ينظر: زاد المسافر ٢/ ٢٢٣.
(٥) لم نقف على الإسناد المذكور، وآدم ثقة، وأبو هلال صدوق فيه لين، وقد أخرجه ابن أبي شيبة (٦٦١٤)، من طريق هشيم، عن منصور، عن الحسن: أن النبي سئل أي الليل أفضل؟ فقال: «جوف الليل الأوسط»، وهو مرسل.
وأخرج مسلم (١١٦٣)، وأحمد (٨٠٢٦)، من حديث أبي هريرة : «أفضل الصلاة، بعد الصلاة المكتوبة، الصلاة في جوف الليل».
(٦) أخرجه البخاري (١١٣١)، ومسلم (١١٥٩).
(٧) ذكره ابن نصر المروزي في قيام الليل كما في مختصره للمقريزي (ص ٩٥)، من قول فرقد السبخي عن داود .