للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد وأبو داود والتِّرمذيُّ بإسنادٍ حسَنٍ (١).

(مَضْمُومًا بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ)، هذا هو المذهبُ؛ لأنَّ الأصابع إذا ضُمَّت تَمتدُّ.

وعنه: مُفرَّقَةً (٢)؛ لما روى أبو هريرة قال: «كان النَّبيُّ إذا كبَّرَ نَشَر أصابعَهُ» ذكره أحمدُ، ورواه التِّرمذي، وقال: (إنَّه خطأٌ) (٣)، ثمَّ لو صحَّ كان معناه المدُّ؛ لأنَّ النَّشر لا يقتضي التَّفريق؛ كنشر الثَّوب.

ويكون مستقبِلاً ببطونهما القِبلة، ذكره ابن تميم و «المبهج» و «الفروع»، ولم يذكرْه آخرون منهم المؤلِّف.

وقيل: قائمةً حال الرَّفع والحطِّ.

(إِلَى حَذْوِ مَنْكِبَيْهِ أَوْ إِلَى فُرُوعِ أُذُنَيْهِ)، ذكره في «التَّلخيص» وغيرِه، واختاره الخِرَقِيُّ، قال في «الفروع»: (وهي أشهر)؛ لما روى ابن عمر قال: «كان النَّبيُّ إذا قام إلى الصَّلاة رفع يدَيه حتَّى يكونا حَذوَ منكبَيه، ثمَّ يكبِّر» متفق عليه (٤)، وعن مالك بن الحُوَيْرِث: «أنَّ النَّبيَّ كان يرفع إلى فروع


(١) قوله: (لقول أبي هريرة: «كان النبي يرفع يديه مدًّا») إلى هنا سقط من (د).
والحديث: أخرجه أحمد (٨٨٧٥)، وأبو داود (٧٥٣)، والترمذي (٢٤٠)، وابن خزيمة (٤٧٣)، وإسناد صحيح، رجاله ثقات، وهو أصح من اللفظ الذي سيأتي تخريجه قريبًا: «إِذَا كَبَّرَ نَشَرَ أَصَابِعَهُ».
(٢) كتب فوقها في (و): (وهو قول الشافعي).
(٣) أخرجه الترمذي (٢٣٩)، وابن خزيمة (٤٥٨)، وفي سنده يحيى بن اليمان وهو صدوق عابد يخطئ كثيرًا وقد تغير، قاله ابن حجر في التقريب، وهو مع هذا خالف غيره من الثقات في رواية الحديث، قال الترمذي: (وقد روى غير واحد هذا الحديث، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سمعان، عن أبي هريرة: «أن النبي كان إذا دخل في الصلاة رفع يديه مدًّا» وهو أصح من رواية يحيى بن اليمان، وأخطأ ابن اليمان في هذا الحديث)، وكذا رجح أبو حاتم خطأ ابن اليمان في هذا الحديث. ينظر علل ابن أبي حاتم ٢/ ١٣٤.
(٤) أخرجه البخاري (٧٣٦)، ومسلم (٣٩٠).