للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(وَيُخَيَّرُ الأَمِيرُ فِي الْأَسْرَى: بَيْنَ الْقَتْلِ)؛ لعموم قوله تعالى: ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ﴾ [التّوبَة: ٥]، ولأِنَّه قَتَل رجالَ قُرَيظَةَ، وهم بين السِّتِّمائةٍ والسَّبْعمائةٍ (١)، وقتل يوم بدر عقبة بن أبي مُعَيطٍ (٢)، والنضر (٣) بن الحارث، وفيه تقول أخته (٤):

ما كان ضرك لو مننتَ، ورُبَّما … مَنَّ الفتى وهو المَغِيظُ (٥) المُحْنَقُ

فقال : «لو سمِعْتُه ما قَتلْتُه» (٦).


(١) في السنن الكبرى للنسائي (٨٦٢٦)، ومستخرج أبي عوانة (٩٦٩٩)، وسنن الدارمي (٢٥٢٧)، من حديث اللَّيث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابرٍ : أنَّهم كانوا أربعمائة.
(٢) قصَّة قتْل ابن أبي مُعيط ورفقائه مشهورةٌ مُستفيضةٌ، وأخرج أبو داود في المراسيل (٣٣٧) عن سعيد بن جبير: أنَّ رسولَ الله قتلَ يومَ بدرٍ ثلاثةَ رهطٍ من قُريشٍ صبرًا: المطعم بن عدي، والنَّضر بن الحارث، وعقبة بن أبي مُعيط … إلخ، ووصله الطبراني في الأوسط بذكر ابن عبَّاسٍ فيه، وسنده ضعيفٌ. قال أبو داود: ("المطعم" خطأ، إنما هو طُعَيمَة بن عدي).
وأخرج أبو داود (٢٦٨٦)، والحاكم (٢٥٧٢)، عن ابن مسعود : أنَّ رسولَ الله لما أرادَ قتلَ عقبة بن أبِي معيط، قال: من للصبية؟ قال: «النّار»، وسنده صحيح، صححه الحاكم والألباني. ينظر: مجمع الزوائد ٦/ ٨٩، الإرواء ٥/ ٤٠، صحيح سنن أبي داود ٨/ ٢١.
(٣) في (ح): والنضير.
(٤) زيد في (ب): فتيلة.
والصَّواب أن قائلة الأبيات هي بنتُ النضر بن الحارث، وليست أختَه. كما قاله ابن حجر في موافقة الخبر (٢/ ٤٤٣)، ورجحه السهيلي في الروض الأنف (٥/ ٢٦٨).
(٥) في (ب) و (ح): المغاظ.
(٦) هذه القصَّة مشهورةٌ، ولم نقف عليها مُسندةً، وقد ذكرَها ابن هشام في السِّيرة (٢/ ٤٢)، وابن عبد البر (٤/ ١٩٠٥)، وابن كثير في البداية (٥/ ١٨٩)، وابن حجر في الإصابة (٨/ ٢٨٥)، وقال ابن عبد البر: (في رواية الزبير بن بكار: فَرقَّ رسول الله حتَّى دمعت عيناه، وقال لأبي بكر: «يا أبا بكر، لو سمعتُ شعرها لم أَقتل أَباها»، قال: وقال الزبير: سمعتُ بعض أهل العلم يَغمز هذه الأَبيات، ويقول: إنَّها مصنوعةٌ).