لكن له شاهد من حديث أبي ذر، ومعناه صحيح من كتاب الله تعالى كما سيأتي. أما حديث أبي ذر، فأخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (١ / ٣٠) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن بُدَيل بن مَيْسرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عن أبي ذر قال: سألت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - عن المغضوب عليهم، قال: ((اليهود)) ، قلت: الضالين؟ قال: ((النصارى)) . قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٨ / ١٥٩) : ((اخرجه ابن مردويه بإسناد حسن عن أبي ذر)) . وقد رواه معمر عن بديل فأبهم اسم الصحابي، وذكر أن السؤال وقع من غيره؛ قال عبد الرزاق في "تفسيره" (١ / ٣٧) : أخبرنا معمر، عن بديل العقيلي، قال: أخبرني عبد الله بن شقيق أنه أخبره من سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - وهو بوادي القرى وهو على فرسه وسأله رجل من بني القين، فقال: يا رسول الله، من هؤلاء؟ قال: ((المغضوب عليهم)) - وأشار إ لى اليهود -، ((والضالون هم النصارى)) . اهـ، وانظر "تفسير ابن كثير" (١ / ٢٩) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (٥ / ٣٢ - ٣٣) . وابن جرير الطبري في "تفسيره" (١ / ١٨٧ و ١٩٥ رقم ١٩٨ و ٢١٢) . وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٦ / ٣١٠ - ٣١١) من رواية الإمام أحمد، وذكر أن رجاله رجال الصحيح. قال الحافظ ابن حجر في الموضع السابق من "الفتح" بعد أن ذكر حديث عدي وعبد الله بن شقيق: ((قال السهيلي: وشاهد ذلك قوله تعالى في اليهود: {فباؤا بغضب على غضب} ، وفي النصارى: {قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرًا} . اهـ. وقال ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١ / ٢٣) : ((ولا أعلم بين المفسرين في هذا الحرف اختلافًا)) . =