للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلق (١) أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي، أسألك خشيتك في الغيب والشهادة (٢) وكلمة الحق في الغضب والرضا (٣) والقصد في الفقر والغني (٤) ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك، وأعوذ بك من ضراء مضرة (٥) ومن فتنة مضلة (٦) اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهديين.


للإنكار عليه وجه، فقد ثبت من حديث أنس في مسلم وغيره أنه قال: «ما صليت خلف أحد أوجز صلاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في تمام». وقوله «ألم أتم الركوع والسجود» فيه إشعار بأنه لم يتم غيرهما، ولذلك أنكروا عليه. وقوله «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به» يحتمل أنه كان يدعو به في الصلاة ويكون فعل عمار قرينة تدل على ذلك، ويحتمل أنه كان يدعو به من غير تقييد بحال الصلاة كما هو الظاهر من الكلام. اهـ. ١ - فيه دليل على جواز التوسل إليه تعالى بصفات كماله وخصال جلاله. وقوله «أحيني» إلى قوله «خيرًا لي» هذا ثابت عند الشيخين والإمام أحمد من حديث أنس ولفظه «قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد يتمنى الموت فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي» وسيأتي في الباب الثالث من كتاب الجنائز إن شاء الله تعالى. وهو يدل على جواز الدعاء بهذا لكن عند نزول الضرر كما وقع التقييد بذلك في حديث أنس المذكور. ٢ - أي في مغيب الناس وحضورهم، لأن الخشية بين الناس فقط ليست من الخشية لله بل من خشية الناس. ٣ - إنما جمع بين الحالتين لأن الغضب ربما حال بين الإنسان وبين الرجوع إلى الحق، وكذلك الرضا ربما قاد في بعض الحالات إلى المداهنة وكتم كلمة الحق. ٤ - القصد في كتب اللغة بمعنى استقامة الطريق والاعتدال، وبمعنى ضد الإفراد، وهو المناسب هنا لأن بطر الغنى رما جر إلى الإفراط، وعدم الصبر على الفقر ربما أوقع في التفريط، فالقصد فيهما هو الطريقة القويمة.
٥ - إنما قيد بذلك لأن الضراء ربما كانت نافعة آجلاً أو عاجلاً فلا يليق الاستعاذة منها. ٦ - وصفها بذلك صلى الله عليه وسلم لأن من الفتن ما يكون من أسباب الهداية، وهي بهذا الاعتبار مما لا يستعاذ منه، قال أهل اللغة: الفتنة الامتحان والاختبار. أفاده الشوكاني. (تخريجه) (نس) وسنده جيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>