للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ومحمد بن قدامة الجوهري أحد شيوخ البخاري خارج الصحيح كتابًا كبيرًا (١).

وجمع أخبارهم أبو العباس المبرّد في كتابه "الكامل" (٢) لكن بغير أسانيد بخلاف المذكورين من قبله.

هذا خلاصة معتقد الخوارج والسبب الذي لأجله خرجوا، وهو مجمع عليه عند علماء الأخبار، وبه يتبين بطلان ما حكاه الرافعي (٣) في كلامه السالف.

وقد وردت بما ذكرنا من أصل حال الخوارج أخبار جياد: (منها) ما أخرجه عبد الرزاق (٤) عن معمر عن الزهري.

وأخرج نحوه الطبري (٥) عن يونس عن الزهري.

وأخرج نحو ذلك ابن أبي شيبة (٦) عن أبي رزين.

قال القاضي أبو بكر بن العربي (٧): الخوارج صنفان: أحدهم يزعم أن عثمان وعليًا وأصحاب الجمل وصفين وكل من رضي بالتحكيم كفار، والآخر يزعم أن كل من أتى كبيرة فهو كافر مخلد في النار أبدًا.

وقال غيره: بل الصنف الأول متفرع عن الصنف الثاني؛ لأن الحامل لهم على تكفير أولئك كونهم أذنبوا فيما فعلوه بزعمهم.

وقال ابن حزم (٨): ذهب نجدة بن عامر الحروري من الخوارج إلى أن من أتى صغيرة عذب بغير النار، ومن أدمن على صغيرة فهو كمن ارتكب الكبيرة في التخليد في النار.


(١) اسم الكتاب "أخبار الخوارج" لمحمد بن قدامة الجوهري، أحد شيوخ البخاري خارج الصحيح. وهو كتاب كبير كما قال الحافظ في "الفتح" (١٢/ ٢٨٥).
(٢) "الكامل" تأليف: أبي العباس محمد بن يزيد المبرّد (٣/ ١٢٠١ - ١٢٢٩).
(٣) في "العزيز شرح الوجيز" المعروف بالشرح الكبير (١١/ ٧٨).
(٤) في "المصنف" رقم (١٨٦٤٩).
(٥) تقدم.
(٦) في "المصنف" (١٥/ ٣١٢ - ٣١٣).
(٧) في "عارضة الأحوذي" (٩/ ٣٨ - ٣٩).
(٨) "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (٥/ ٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>