فأسمع عثمان يقول لأصحابه: ما بعد الحريق شيء، قد احترق الخشب واحترقت الأبواب، ومن كانت لي عليه طاعة فليمسك داره، فإنما يريدني القوم، وسيندمون على قتلي، والله لو تركوني لظننت أني لا أحب الحياة، ولقد تغيرت حالي، وسقط أسناني، ورق عظمي.
قال: ثم قال لمروان: اجلس فلا تخرج، فقال: والله لا تقتل، ولا يخلص إليك، وأنا أسمع الصوت، ثم خرج إلى الناس. فقلت: ما لمولاي مترك فخرجت معه أذب عنه، ونحن قليل، فأسمع مروان يمتثل:
قد علمت ذات القرون الميل
والكف والأنامل الطفول
ثم صاح: من يبارز؟ وقد رفع أسفل درعه، فجعله في منطقته، قال: فيثب إليه ابن النباع فضربه ضربة على رقبته من خلفه، فأثبته حتى سقط فما ينبض منه عرق، فأدخلته بيت فاطمة ابنة أوس جدة إبراهيم بن العدي قال: فكان عبد الملك وبنو أمية يعرفون ذلك لآل العدي" (١).