للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدولة الميمونة وما دونه من نتف قبلها اعتبرها سوابق سبقت تلك العصور الزاهرة وقال: "إنما دونتها ليعرف من وقف عليها نعمة الإسلام والجماعة والسمع والطاعة ولا تعرف الأشياء إلا بأضدادها" ١.

ويرى الدكتور منير العجلاني أن مبدأ تاريخ نجد الحديث والجزيرة العربية والشرق الأدنى هو من السنة التي هاجر فيها الشيخ محمد ابن عبد الوهاب إلى الدرعية قال: "ففيها بدأت نجد تكتشف نفسها، وتعي رسالتها، وتصنع وحدتها، وتبني نهضتها، وقبل ذلك وحتى القرن الثاني عشر، كانت (نجد) تعبيرا تاريخيا أو (جغرافيا) في الكتب القديمة، وأما في الواقع فما كان شيء يذكر بوحدتها أو وجودها ... وإنما كانت هناك مجموعة كبيرة من الإمارات والمشيخات تنفرد كل واحدة منها بسلطانها، وتعتز باسمها ولا ترى شيئا فوقه، وقد تتحالف أحيانا لقتال الآخرين واستباحة ديارهم وأموالهم، ولكنها متى فرغت من قتال عدوها عادت تتقاتل فيما بينها، ولما يجف مداد عهدها ودم جندها".

إلى أن قال: "فلما تأسست دولة الإسلام في الدرعية، أخذت الصفوف تتجمع والبلدان تتوحد، فنشأت وحدة في العارض، ثم وحدة في نجد، ثم توسع مدلول نجد نفسه، فنشأت دولة نجد الكبرى إن صح هذا التعبير " ٢.


١ ابن بشر ١/ ١٥٧، ١٥٨.
٢ تاريخ البلاد العربية السعودية ص ٣٥، ٣٦، ٤٠، ٤١، ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>