للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الزكاة عقالا حتى يأخذوا لصاحب الدين حقه ولمن سرق له شيء قيمة ما له والنكال، فقويت البلدان واشتدت وطأتهم على عدوهم، فصار الأعرابي يرفع يده ولا يخفضها على شيء من مال أهل القرى ولا من مال البوادي، بعضهم من بعض في مفازة خالية فضلا عن غيرها، وصارهذا مطردا سائغا في زمنه وزمن ابنه سعود، وصدرمن ولاية عبد الله"١.

ولما توفي الإمام عبد العزيز بن محمد شهيدا سنة ١١٢٨هـ، تولى بعده ابنه سعود فصار هو الإمام، وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد أمر أهل بلدان نجد وغيرهم أن يبايعوه وأن يكون ولي العهد بعد أبيه، وذلك في السنة الثانية بعد المائتين والألف (١٢٠٢ هـ) بناء على أمر الإمام عبد العزيز، فبايعه جميعهم٢. وهوصاحب السيرة الحسنة في السلم والحرب يتتبع سيرة السلف الصالح في كل ذلك ويطبق مقتضى عقيدتهم السليمة وكان كثيرا ما يذكر رعيته خصوصا جيوش المسلمين بما أنعم الله عليهم من الاجتماع على كلمة الإسلام، وأَن سببه العمل بطاعة الله والصبر في مواطن اللقاء وأَن النصر لا ينال إلا بالصبر.

يقول ابن بشر: " وكان متيقظا بعيد الهمة، يسر الله له من الهيبة عند


١ عنوان المجد في تاريخ نجد لابن بشر، طبعة وزارة المعارف سنة ١٣٩٤ هـ، ج١/ ص ١٧٠-١٧١.
٢ عنوان المجد في تاريخ نجد لابن بشر ج١ ص ٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>