للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأضداد المنافية بعضها لبعض، وأما الأضداد المعادية بعضها لبعض كعداوة الحية لبني آدم وعداوة إبليس لهم، وعداوة السباع لأضدادها وعداوة البادي لأهل القرى عداوات قديمة طبيعية فلا يصلح هذه العداوة بين أهل القرى وبينهم بذل المال، فإِنه إذا بذل لهم أصلح عداوتهم الظاهرة نحو أسبوع أوشهر، وأما عداوتهم الباطنة كالسرق ونحوه (كالخيانة) فإِنه لا يصلحها ويصلح الظاهرة معها إلا السيف، ولما عرف عبد العزيز رحمه الله هذا الداء عرف الدواء فاستعمل لمن عاداه منهم السيف ولمن والاه منهم قوة الجانب والغلظة والشدة فكان يأخذ منهم الأموال الكثيرة على السرقة وقطع السبل، ويجعل رؤساءهم في السجن وأَغلال الحديد حتى إنه جعل الحميدي بن هذال رئيس بوادي عنزه ورجلا هتيميا في حديد واحد، وربط وطبان الدويش وابن هذال في حديد واحد ويأخذ النكال الكثير من أموالهم على من تخلف منهم عن المغزى مع المسلمين من فرس أو ذلول معروفة أو رجل معروف حتى ذكر لي أَنه لم يوجد عند مطير إلا فرس أوفرسان وذلك لأن بوادي هذه الجزيرة لم يحتاجوا لها لأنهم لم يخافوا من أحد ولا يخاف منهم أحد ولا يطمعون في أحد، قد حجز عبد العزيز جميع القبائل ويأخذ منهم هذه الأموال مع زكواتهم ويفرقها على أهل النواحي والبلدان " ...

إلى أن قال ابن بشر: "فصار البلد الواحد من قرايا نجد بهذا السبب يركب من هذا الغزو معه ومع ابنه سعود سبعون أو ستون مطية أوأقل أوأكثر، وإذا أرسل عماله لقبض الزكاة من الأعراب أمرهم أن لا يأخذوا

<<  <  ج: ص:  >  >>